مع المعاناة التي يعيشها مرضى التوحد، إلا أن الأوجاع تتضاعف مع شكاوى أخرى أكثر مرارة تتمثل في غياب المراكز الحكومية المتخصصة للعلاج فاضطر المرضى إلى البحث عن المراكز الخاصة مثل الذي يستجير بالرمضاء بالنار يواجهون عاصفة غلاء العلاج في مراكز التوحد الخاصة. الاحصائيات سجلت ارتفاع الحالات إلى 10 %، إذ أنه من بين 100 شخص يصاب واحد. والنسبة تكشف حجم المعاناة التي يواجهها المريض وعائلته. مركز التوحد في جدة الذي صنف كأفضل مركز عربي تأسس العام 1414ه لتحقيق الاستقلال الذاتي للأطفال وتيسير سبل تعاملهم مع وسطهم الخارجي، ويقدم المركز برنامجا تربويا يمكن الصغار من الوصول إلى أقصى الطاقة والمهارة والتعليم. التقديرات العالمية تؤكد وجود حالة توحد في كل (88) مولودا، وبذلك فإن احتمالية عدد المصابين في السعودية (322.459) مصابا، قياسا على عدد سكان المملكة لذلك فإن قضية التوحد تحتاج لدعم إعلامي كبير لنشر التوعية عن هذا الاضطراب في النمو العصبي لتأثيره على تطور وظائف العقل والمطالبة بكشف أسبابه والتي لم تتضح حتى الآن. هناك تعاون دائم وتنسيق بين الجهات ذات العلاقة في مجال التوحد ومركز جدة، كما يوجود تعاون مع لجنة أصدقاء المرضى التابعة لوزرة الصحة في مجال دعم ومساندة المصابين ويعتبر التوحد من أكثر الإعاقات تكلفة وصعوبة حيث تعتمد على برامج تعليمية تعرف ب 1-1 أي معلم لكل طفل توحدي ولا يمكن إلا في بعض الحالات النادرة تشكيل مجموعة طلابية تدرس في فصل واحد لا تتجاوز 3 طلاب بمعلم ومساعد معلم على الأقل إضافة إلى الخدمات التعليمية والتأهيلة المصاحبة للبرنامج التعليمي التي تشكل أهمية كبرى مثل برامج السمع والنطق (التخاطب) أو برامج تدريب المهارات الفنية والرياضة والحاسب الآلي والعلاج الوظيفي والحسي وغيره إضافة إلى التكلفة العالية للوسائل التعليمية والبرامج التدريبية المتخصصة في هذا المجال، ويكلف مركز جدة للتوحد سنويا مبلغ (4.028.847) مليون ريال وهي التكلفة التشغيلية الكاملة بما يعادل مبلغ ( 100.000) ريال للطالب الواحد. ويتحمل الأهالي القادرين على الدفع 30 % من قيمة الأقساط الدراسية والتي تبلغ ( 30.000) ريال سنويا. على قسطين 15000 ريال لكل فصل دراسي، كما يقدم المركز تخفيضا خاصا للأسر متوسطة الدخل أو الأسرة التي يوجد بها أكثر من طفل مصاب بالتوحد.