لم يكن مستغربا أن يحصد الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف، على كل هذا الترحيب العالمي في ظل فشل حكومة نوري المالكي وعجزها عن الخروج من قوقعة الطائفية، والانفتاح على المكونات العراقية الأخرى على مدى الثماني سنوات الماضية، بل هذه القوقعة انسحبت على المحيط العربي، إذ غاب عن منظومته العربية. الدكتور العبادي الذي قضى عقودا في المنفى في بريطانيا ويعتبر أقل استقطابا وميلا للطائفية، لن تكون مهمته سهلة على الإطلاق، في ظل تركة المالكي الثقيلة والمعقدة وحجم الخراب الذي أحدثه وجوده في السلطة خلال الفترة الماضية، فضلا عن التمدد الداعشي في الأراضي العراقية والذي يزداد قوة وخطورة. العراق يواجه العديد من التحديات التي تستهدف وحدته ونسيجه الاجتماعي ومكوناته، ويظل الإرهاب وإنهاء العنف الطائفي، فضلا عن تشكيل حكومة جديدة تمثل كافة الطوائف العرقية والدينية المختلفة في العراق، من أبرز التحديات أمام رئيس الوزراء العراقي الجديد، لذا يجب على جميع القوى السياسية التي تؤمن بضرورة الاستقرار في العراق أن توحد جهودها وتلتف حول العبادي للخروج بالعراق من أزمته ومنع الانزلاق مجددا في دماء الاقتتال الطائفي والعرقي. خروج المالكي من المشهد العراقي ليس نهاية المطاف.. المهم أن يسلك العراق الاتجاه الصحيح الذي يؤدي إلى استقراره وتوحيد كافة أبنائه.. وأن يعود إلى محيطه العربي.