وافقت لجنة خبراء في منظمة الصحة العالمية أمس على استخدام أدوية تجريبية لمكافحة فيروس ايبولا باعتباره أمرا أخلاقيا في الظروف الراهنة. وقالت المنظمة في بيان أصدرته أمس «نظرا للظروف المحددة لهذه الموجة الوبائية وعلى أساس تلبية بعض الشروط وافقت اللجنة على اعتبار أنه من الأخلاق إعطاء أدوية تجريبية لم يتم بعد التحقق من فعاليتها وآثارها الجانبية كعلاج محتمل أو وقائي من مرض ايبولا». وفي الوقت الذي بلغت حصيلة مرض إيبولا المنتشر في غرب أفريقيا من الوفيات 1013 حالة، وإحصاء إصابة 1848 حالة، رأى أطباء مختصون أن الإعلان عن اكتشاف دواء علاجي أو تطعيم وقائي نهائي ما زال مبكرا، مشيرين إلى أن جميع الأدوية التي خصصت لمواجهة ايبولا في الوقت الراهن ما زالت في طور التجارب، وتمر بمراحل عديدة إلى أن تصبح في متناول الأيدي أهمها اعتمادها من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية وقبلها بالطبع اجراء التجارب على حيوانات التجارب والبشر. طور التجريب أكدت الباحثة المتخصصة في الفيروسات الممرضة الجزيئية وعضو هيئة التدريس في جامعة طيبة الدكتورة الهام طلعت قطان، أن المصل الذي يعرف باسم زيماب لعلاج فيروس ايبولا ما زال في طور التجريب، وهو عبارة عن أجسام استخلصت من دماء فئران عرضت لأجزاء الفيروس، ولم تتم تجربته على البشر، ما يعني عدم ايفاء المتطلبات المبدئية لموافقة دائرة الدواء والغذاء الامريكية عليه، مضيفة: تستدعي الحالات المرضية الشديدة توفير رعاية مكثفة للمرضى المصابين والذين غالبا ما يعانون من الجفاف، ولا بد من تزويدهم بسوائل معينة تحقن لهم وريديا أو عن طريق الفم باستخدام محاليل أخرى، كما أنه لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد بالرغم من الدراسات الجزئية المرتبطة بحيوانات التجارب والتي تعتمد على حقن أجزاء من الحامض النووي للفيروس في فئران التجارب وملاحظة تفاعلها وتأثيرها المناعي عليه، وأظهرت العلاجات بالأدوية الجديدة نتائج مؤملة في الدراسات البحثية ولكن قد يستقرق ذلك عدة سنوات قبل اتاحة ومعرفة الناجح منها. تجارب سريرية وفي سياق متصل، أوضح استشاري الأدوية ومدير سلامة المرضى في مستشفى الولادة والأطفال البروفيسور منصور الطبيقي أن تأمين أي عقار للحميات النزفية الفيروسية التي لا يتوفر لها أي لقاح أو دواء ومنها ايبولا لا بد من إخضاعه لمزيد من الدراسات والأبحاث خصوصا الاختبارات السريرية المحكمة التي تثبت سلامته ومأمونيته والتي عادة تتم في عدة سنوات وتشمل أعدادا مختلفة من المتطوعين خلال المراحل السريرية الثلاث والتي تليها المرحلة الرابعة بعد السماح له وتدعى «التيقظ ما بعد البيع» وحينها عندما يستخدم الدواء على نطاق واسع لآلاف المرضى يمكن كشف وجود أعراض جانبية نادرة للدواء. وبين أن هناك مساعي عالمية لتوفير لقاح وقائي لمرض إيبولا في منتصف العام المقبل، وقال: أول تجربة سريرية للقاح على البشر بدأت بالفعل للقاح جديد من مجموعة (الحمض النووي دي إن ايه) وهو لقاح تجريبي لبروتينات فيروس إيبولا معالج بالهندسة الوراثية، ويتمثل اللقاح في 4 لقاحات تمت تجربتها بنجاح على القرود، والمرحلة الحالية هي الأولى وفيها تتم دراسة مأمونية اللقاح على مجموعة صغيرة من المتطوعين، ثم تتم مراقبتهم لمدة عام لرصد أي أعراض جانبية للقاح، ويتم فحص دماء المتبرعين للتأكد من تقوية الجهاز المناعي. وتوقع الوصول لتطعيم وقائي أو دواء علاجي في أقرب وقت إذا تمت التجارب على البشر بعد تجارب الحيوانات، مستدركا: هذا يحتاج لمزيد من الوقت للتأكد من مأمونيته وعدم وجود مضاعفات مترتبة عليه. تطعيم ودواء من جانبه، قال مدير ادارة المختبرات وبنوك الدم في جدة الدكتور سعيد العمودي: هناك الكثير من الأمراض الفيروسية لا يوجد لها دواء مخصص ومنها مثلا إيبولا وكورونا، وما زالت المحاولات في الساحة الطبية العالمية مستمرة للوصول للقاح وقائي أو دواء علاجي، ولن تقف مراكز الابحاث مكتوفة الأيدي وتسعى بكل الطرق العلمية للوصول لعلاجات ولقاحات لأمراض الحميات النزفية خصوصا بعد أن أودى إيبولا بحياة أكثر من ألف شخص. وأضاف: من المعروف طبيا أن إيبولا من الحميات النزفية التي تضرب الصفائح الدموية ما يؤدي لخروج الدماء من كل فتحات الجسد ومنها الأنف والعين والشرج والأذن والفم إلى أن يتوفى، وتكمن خطورته في سهولة انتقاله من شخص إلى آخر، وتتشابه أعراضه مع كثير من الأمراض، حيث تبدأ بأعراض الزكام والغثيان والإسهال وعندما يبدأ في فقدان الصفائح الدموية المسؤولة عن الأوعية الدموية فإن المرض يتطور ويتفاقم في جسد المصاب.