يصل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى جدة اليوم في زيارة للمملكة، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله. وسيتم خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وهذه هي الزيارة الأولى للرئيس المصري إلى المملكة منذ توليه الرئاسة في يونيو الماضي، وتفاعلت النخب السياسية المصرية والاقتصادية، وحتى الخبراء والمحللون الاستراتيجيون مع هذه الزيارة، مؤكدين أنها تكتسب أهمية بالغة الحساسية، خصوصا في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة، الأمر الذي يتطلب المزيد من التنسيق بين الرياضوالقاهرة. أوضح سفير المملكة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية وعميد السلك الدبلوماسي العربي السفير أحمد قطان، أن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم للمملكة تأتي في توقيت حساس وهام للغاية نظرا لما تمر به المنطقة العربية من أحداث جسام. وقال السفير قطان في تصريحات ل«عكاظ»، أن الإرهاب أصبح يلتهم الأخضر واليابس، وقد نبه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذا الخطر منذ سنوات عديدة، وأكد مرارا أن تعاون دول العالم بأسره من خلال المركز الدولي لمكافحة الإرهاب هو الأساس للوقوف ضد هذا الخطر المحدق بنا والقضاء على من يعبثون بأمن المنطقة والعالم. وأضاف القطان، بأن هذا الأمر سيكون محل بحث بين القيادتين في اجتماع اليوم، مؤكدا أن مبادرات خادم الحرمين الشريفين لدرء خطر الإرهاب من جذوره، ما تزال البوصلة التي يتم من خلالها مواجهة الإرهاب. وقال: إن القيادتين ستتطرق إلى ما تعانيه منطقتنا العربية من أزمات، بدءا بما يحدث في غزة وما تتعرض له الكثير من الدول العربية من خطر الإرهاب، مشددا على أنه آن الآوان لعودة الاستقرار والأمن للمنطقة العربية التي لا يراد لها الخير من أعدائها حتى تنهض من كبوتها بدلا من حالة الاقتتال التي تجتاحها، وهذا ما نبه إليه خادم الحرمين الشريفين مرات عديدة. وأضاف السفير قطان: أنا على ثقة كبيرة من أن حكمة القيادتين وبعد نظرهما وعلمهما بالأخطار التي تحدق بالمنطقة، ستمكنهما من إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة العربية، كما أن العلاقات الثنائية بين البلدين ستأخذ حيزا من المباحثات بين القيادتين واستعراض ما تم منذ اللقاء الأول التاريخي في الثالث من يوليو الماضي، ومن ضمنها مبادرة خادم الحرمين الشريفين بعقد مؤتمر لتنمية مصر. واعتبر السفير قطان، زيارة فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى، أنها تأتي حرصا من القيادة المصرية على زيارة المملكة ولقاء خادم الحرمين الشريفين تقديرا لمواقفه التاريخية تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو. ويرى السفير قطان، أن هذه الزيارة سوف يكون لها أبعاد كثيرة ونتائج إيجابية على مستوى العلاقات الثنائية ومستوى الأمن في المنطقة العربية. رنا أبو مجير (بيروت) تشكل زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى المملكة الأحد المقبل، ولقائه المرتقب بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لبحث الأوضاع العربية والعلاقات بين البلدين، محطة سياسية بارزة وسط التحديات الكبيرة التي تواجهها الأمتين العربية والإسلامية. المحلل السياسي حسن شلحة وتعليقا على الزيارة، قال ل«عكاظ»: «إن الزيارة تأتي تتويجا للعلاقات المتينة بين مصر والمملكة العربية السعودية، كما تأتي كرسالة من مصر وقيادتها لشكر المملكة على الموقف الكبير الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين في دعم مصر سياسيا واقتصاديا». وأوضح شلحة، أن دعم المملكة للمرحلة الانتقالية وثورة 30 يونيو من العام 2013، كان له تأثير واضح على مصر، خصوصا لجهة الاعتراف الدولي بشرعية الثورة. وأشار شلحة ل«عكاظ»، إلى أن الوضع العربي في حالة ضعف ووهم شديدين، خاصة بعدما أصبح دور الجامعة العربية ضعيفا، وهناك الكثير من البلاد العربية ذهبت إلى حالة انعزال سببه عدم التنسيق بين الدول العربية، الذي انعكس سلبا على الوضع في سوريا ولبنان والعراق وليبيا. من جهته، المحلل السياسي الدكتور عامر مشموشي قال ل«عكاظ»، «إن زيارة الرئيس المصري إلى المملكة ليست مفاجئة، نظرا للعلاقة الوطيدة بين البلدين وللدور السعودي الناشط والمستمر في دعم مصر لمواجهة أوضاعها الاقتصادية الصعبة، من خلال الهبات التي قدمتها المملكة». وتأتي هذه الزيارة تتويجا للأمة العربية التي في حالة تفكك وانقسام وفوضى، لافتا إلى أن الرئيس المصري في طور استعادة مصر قلب الأمة العربية التي كان لها دور تاريخي مرموق. وأشار الدكتور مشموشي، إلى أن المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة، هو تماسك العرب حول بعضهم والتخلص من الحكام الطغاة الذين هزموا شعوبهم ومارسوا قمع الحريات والديمقراطية المزيفة بحقهم.