يعتبر تخصص التربية الخاصة، بمساراته المتعددة (صعوبات التعلم والتوحد والعوق البصري والعوق السمعي والاضطرابات السلوكية والتفوق العقلي)، من أهم التخصصات العلمية التي تحتاجها بلادنا؛ لوجود فئات كثيرة ومتعددة بحاجة إلى دعم ورعاية من متخصصي ومتخصصات التربية الخاصة، وقد خطت وزارة التعليم العالي، بتوجيه من ولاة الأمر وفقهم الله، خطوات جادة وإيجابية حيال افتتاح هذه الأقسام الهامة بمساراتها المتعددة في العديد من الجامعات لتلبية الاحتياج والإفادة من هذا التخصص الحيوي، وبهذا تكون مهمة التعليم العالي في افتتاح هذه الأقسام والتخصصات المطلوبة انتهت بنجاح ولله الحمد، وبقي الجزء المتعلق بوزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم، حيث اصطدم الخريجون والخريجات بعدم وجود توظيف لهم إلا بنطاق محدود لا يتوافق مع أهمية هذا التخصص، ولا يتناسب مع الأعداد الكبيرة التي تخرجت في مساراته المختلفة، وكانت صدمة كبيرة لهم بعد أن بنوا أحلاما وآمالا في خدمة وطنهم والإفادة من مهاراتهم التي أنفقوا جزءا من حياتهم لتعلمها وإتقانها. والمعضلة لدينا أن وزارة الخدمة المدنية تحتج بأنها تتلقى الاحتياج من وزارة التربية والتعليم، ووزارة التربية والتعليم ترى أنها لا تطلب التوظيف إلا على ما تراه من احتياج فعلي وليست ملزمة بتوظيف تخصصات أو أعداد تزيد على حاجتها أو لا تخدم سوق العمل، وضاع حلم خريجي وخريجات التربية الخاصة وتحطمت أحلامهم بين كل هذه المرئيات السابقة منذ بضع سنوات، بالرغم من الحاجة الماسة والضرورة القصوى إلى هذا التخصص في مجتمعنا، ويفترض أن تهتم به العديد من الوزارات ذات العلاقة بشكل عام؛ كوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة، وبشكل خاص كوزارة التربية والتعليم. ماذا بقي أن أقول: هناك بشائر أوردتها بعض الصحف تؤكد بأن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل قد وضع قضية خريجي التربية الخاصة تحت اهتمامه ودراسته شخصيا، بعد استقباله لبعض خريجيها وخريجاتها خلال الأيام الفارطة، وأنها ستجد حلا جذريا في وقت قريب. خاتمة.. قال الشاعر: لا تيأسن وإن طالت مطالبة إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا