اختزل السفير المحنك علي آل عواض عسيري، مشواره الدبلوماسي بعودته إلى باكستان بعد خمس سنوات أمضاها في لبنان في جملة «أنا جندي لخادم الحرمين الشريفين.. أعمل في خدمته أينما كنت». فالعسيري.. الذي يصفه القريبون منه ب«رجل الأزمات»، عمل مديرا عاما لإدارة الأمن الدبلوماسي في وزارة الخارجية لنحو 20 عاما، ومن ثم سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد لمدة تسع سنوات، في وقت عاشت فيه باكستان ظروفا عصيبة إثر تداعيات أحداث 11 سبتمبر، وزلزال 2005، واغتيال رئيسة الوزراء بينظير بوتو، وأحداث المسجد الأحمر، جنبا إلى ما شهده مسرح طالبان والقاعدة بين باكستان وأفغانستان. والأمر كذلك في لبنان، فقد كانت الخمس سنوات التي حمل فيها عسيري سفارة المملكة، سنوات شاقة، كتبت أحداثها بدماء الاغتيالات، وعزفت على أزيز الرصاصات، إلا أنها توشحت بالزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى بيروت. «عكاظ» حاورت السفير عسيري وهو في سيارته، في طريقه إلى معراب، للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية الحكيم سمير جعجع، ليكمل مشوار الوفاء، بتوديع الفعاليات السياسية والروحية في لبنان.. فإلى نص الحوار: • ماذا يقول معاليكم بداية بعد قرار تعيينكم سفيرا لخادم الحرمين الشريفين لدى باكستان؟ هذا شرف عظيم لي أن أحظى بثقة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله، فأنا جندي في الحقل الدبلوماسي أينما توجهني قيادتي للعمل فيه أبذل كل ما في وسعي للعمل بإخلاص، فآمل أن أكون عند حسن الظن، وأن أحقق الأهداف المنشودة لمصلحة الوطن أينما كنت. أولوياتي في باكستان • العالم كله يشهد على تميز العلاقات بين الرياض وإسلام أباد.. فيا ترى ماذا ستقدمون لخدمة هذه العلاقة وتعزيزها على الأصعدة كافة؟ العلاقات التي تربط بين المملكة وباكستان هي علاقات تاريخية استراتيجية مميزة، مبنية على عقيدتنا السمحاء، وقائمة على مبدأ الأخوة بين الشعبين، ويؤكد ذلك ما يوليه خادم الحرمين الشريفين من أهمية ورعاية لباكستان وشعبها، سواء في الماضي إبان أحداث سبتمبر أو الزلازل التي ضربت باكستان، أو في الحاضر بتقديم ما يدعم البلاد واقتصادها، فهذا يؤكد تماما روح العلاقة وأهميتها للبلدين. • وما هي أولوياتكم عند مباشرة عملكم سفيرا لدى باكستان؟ كما تعلم فإن السفير ينفذ سياسة بلاده ولا يصنعها، وأنا كجندي دبلوماسي أنفذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وما ترسمه قيادتي لممارسة عملي سفيرا. عمق التعاون العسكري • تحدث رئيس الوزراء الباكستاني في زيارته إلى المملكة قبل أسابيع عن العلاقات التي تربط بين البلدين، وأبرز الجانب العسكري والأمني عندما قال «إن أمن المملكة خط أحمر».. فما هي أجنداتكم لتعميق العلاقات العسكرية بين البلدين؟ التعاون بين الرياض وإسلام آباد عميق في المجالات كافة، وعلى المستويين الحكومي والأهلي، أما العلاقات العسكرية فهذا ليس بجديد، إذ تخرج العديد من القيادات العسكرية في المملكة من كليات ومعاهد باكستانية، وهناك دورات تدريبية ومناورات دورية مستمرة بين وزارتي الدفاع السعودية والباكستانية، فهذا يؤكد ما قاله رئيس الوزراء الباكستاني. أودع لبنان متأسفا • ودعتم أمس الأول رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام.. فماذا هي عبارات الوداع التي صدحت في لقائك الأخير بهم؟ أسفي الشديد أن أودع لبنان وسط ظروف ومستجدات صعبة، وهذا ما أبديته بصراحة، فأمنيتي أن أرى لبنان آمنا بجهود مخلصة من القوى السياسية كافة، وخاصة ما يجري في عرسال. • ومتى سوف تباشرون مهامكم في إسلام آباد؟ سأمضي أسبوعين في لبنان لزيارة القوى والفعاليات السياسية والروحية، فقد زرت بالأمس كما ذكرت رئيس الجمهورية، ورئيس المجلس النيابي، ورئيس الحكومة، والآن أنا في طريقي لزيارة البطريرك بشارة الراعي، وكذلك رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ومن ثم سأعود إلى المملكة لأنطلق منها إلى إسلام آباد لمباشرة عملي فيها خلال الأسابيع المقبلة.