انتهى العيد وغابت البسمة. هل نعلم ما أهمية البسمة؟ إن الابتسامة قد تعمل أكثر مما تعمله القنبلة النووية، كيف؟ البسمة لغة رقيقة وزاهية الألوان تدخل الفرح والسرور إلى القلب، وهي قطرات ندى لزيادة الترابط والتواصل. البسمة تذهب الحقد والبغض من القلوب، البسمة تعلمك القناعة. وفوق كل هذا فهي صدقة كما جاء في الحديث: (تبسمك في وجه أخيك صدقة). بالابتسام تستقبل المرأة زوجها فتزداد العلاقة حبا وتوافقا والأم تحنو على صغيرها فيزداد الجو ألفة ومحبة. ولقد قال العلماء عندما تهزم ابتسم في وجه عدوك لأنها تفقد المنتصر لذة الفوز. الغرب توصلوا أخيرا إلى أن البسمة واجب اجتماعي لأنها تقضي على الكآبة والوحدة في حين أننا نعلم ذلك ولكن نبخل على أنفسنا بها ونبخل على غيرنا. خاصة في حياتنا المعاصرة، حيث تشابكت سبل الحياة وتعقدت، وأمست المزعجات والمنغصات تطاردنا في كل مكان بتناقضات عصرنا الحاضر رغم أننا نملك هذه الأيام منازل أكبر ولكن أسرا أصغر ووسائل راحة أكثر ولكن وقتا أقل، لدينا خبراء أكثر ولكن مشاكل أكثر، ولدينا أدوية كثيرة وعافية قليلة. أصبحنا نشتري أكثر ولكن نستمتع أقل. أصبح دخلنا أعلى وأخلاقنا أدنى. رزقنا الله كثيرا من الطعام ولكن قليلا من التغذية.. السبب في قوله عز وجل: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)... الآية. البسمة طريقة علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتبرها العلماء طريقة للنجاح وكسب ثقة الآخرين، بل فعالة لعلاج الاكتئاب. تجارب كثيرة أجريت حديثا لفهم تأثير الابتسامة على الاستقرار النفسي، وقد تبين لهؤلاء العلماء أن وجه الإنسان يحتوي بحدود 80 عضلة، وعندما يغضب فإن معظم عضلات الوجه تشارك في هذا الغضب. ولكن الابتسامة لا تكلف عضلات الوجه أي طاقة تذكر، لأن عددا قليلا من العضلات يشارك فيها. ومن هنا استنتج علماء النفس أن تكرار الابتسامة يريح الإنسان ويجعله أكثر استقرارا. إن الإنسان الذي يتبسم في وجه من حوله فإن ذلك يمنحهم شعورا بالاطمئنان، ويزيل الحواجز بينه وبينهم. إن ما يسميه العلماء بالانطباع الأول هو أمر مهم جدا. إن كل إنسان منا لديه مواد كيميائية خاصة تفرزها أجهزة جسمه عندما يتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق. هذه المواد تكون في أدنى مستوى لها عندما تنظر لشخص قدم إليك وهو يبتسم في وجهك، لماذا؟ لأن هذه الابتسامة قد أزالت من ذهنك أي خوف أو قلق حول هذا الشخص. وبالنتيجة نستخلص أن الابتسامة هي أسلوب مهم للنجاح في الحياة. ولكن كيف نظر الرسول الأعظم إلى هذه القضية وكيف عالجها في أحاديثه؟ بل إن البيان النبوي حدد لنا أن التبسم يجب أن يكون في الوجه، أي أنك تتبسم وأنت تنظر لوجه أخيك، وهذا قمة التأثير، ويؤكد العلماء حديثا أن الابتسامة ينبغي أن تكون من نوع خاص، بل وتجدهم يؤلفون كتبا وأبحاثا عن طرق الابتسامة والطريقة الفعالة لهذه الابتسامة. وقد وجدوا بالفعل أن الطريقة المثلى هي أن تبتسم وأنت تنظر للشخص الذي تحدثه، فهذا سيعطيه شعورا سريعا بالاطمئنان. فهيا من اليوم لنجعل الابتسامة لا تغادر شفاهنا وسنلاحظ الفرق. للتواصل (فاكس 6079343)