تواصلت المواجهات على حدتها في عرسال بين الجيش اللبناني من جهة وتنظيم جبهة النصرة وداعش من جهة أخرى مع بروز دعوات لبنانية لحزب الله للانسحاب من سوريا. يأتي ذلك، فيما أعلن الجيش اللبناني وفي بيان له، أن وحداته تمكنت أمس من إحكام السيطرة على مبنى المهنية الواقع عند مدخل المدينة وتحريره من الإرهابيين. بالمقابل، كشفت مصادر مطلعة في بيروت ل«عكاظ»، أن اتصالات تجري عبر وسطاء محليين وإقليميين وذلك لصياغة تسوية تنهي الاشتباكات الحاصلة في عرسال وإنقاذ المدينة من مصير مجهول في حال استمرار هذه المواجهات. وأضافت المصادر، أن المساعي الحاصلة تضع سقفا لها السيادة اللبنانية وكرامة الجيش اللبناني وسلامة المدنيين من أهالي عرسال، وبالتالي فهي مستندة بالأساس على نقطة ثابتة وهي انسحاب كامل للمسلحين من عرسال والإفراج عن عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي المعتقلين. بالمقابل، طالبت القوى السياسية حزب الله الانسحاب العاجل من سوريا وتوسيع نطاق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن ليشمل الحدود اللبنانية السورية. ورأى عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار نوفل ضو، أن الوضع شبيه بما جرى في لبنان في العام 2006، والمطلوب من الحكومة إجراء اتصالات لوجود مخرج لكل اللبنانيين بدون استثناء، والسعي إلى حل للجميع مع مجلس الأمن لتطبيق 1559 و1701. فيما رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أمين وهبي، أنه يجب على الجيش اللبناني أن يعالج الموضوع في عرسال وحماية الأهالي، وأن يقطع كل يد تمتد على الجيش وأن يحمي أهل عرسال الذين قدموا شهداء للجيش في مواجهة إسرائيل، مؤكدا أنه لدى الجيش قيادة حكيمة، ويجب المحافظة على هيبة الدولة. بالمقابل، رفض حزب الدعوات لخروجه من سوريا، وأكد عضو كتلة الحزب البرلمانية النائب وليد سكرية، أنه ما من أحد يستطيع إخراج حزب الله من سوريا لأن القضية مصيرية، ومتطلبات الحرب وحدها هي من تخرج حزب الله من سوريا.