الحديث عن عودة فيروس الحمى النزفية (إيبولا)، وقضائه على مئات الأشخاص في ثلاث دول أفريقية يقرع ناقوس خطر حقيقي، فالفيروسات سرعان ما تتجاوز حواجز الجغرافيا بسرعة هائلة، ومن أبرز عوامل انتشارها العابر للحدود، النقل عن طريق الصدفة، أي يكفي مسافر واحد حامل للفيروس ينقله لبلد ليخرج عن حدود السيطرة في كل العالم. وفيروس الإيبولا القاتل من أخطر الفيروسات التي اكتشفها العالم خلال القرن الماضي، فبعد نحو 10 ساعات من انتقال الفيروس للمصاب تبدأ الأعراض بظهور رشح (زكام) وصداع وبعد ذلك تبدأ الحمى مع دوران وغثيان وإسهال ونزيف الجلد الخارجي ونزيف الجدران الداخلية للجسم وخروج دم من العينين والأنف والأذنين وأجزاء أخرى في الجسم، وتبدأ العدوى تنتشر في أنحاء الجسم وتدمر الشعيرات الدموية وأول عضو داخلي ينفجر الكبد. وعلى جميع دول المنطقة في الخليج والدول الأفريقية تنسيق جهودها الصحية والوقائية ورفع جاهزيتها إلى المستوى الأعلى لمواجهة الفيروس القاتل، فأي تهاون في مواجهة الإيبولا ستكون عواقبه وخيمة ولا شك، ولا بد من الحذر من كل ما يرد أو يأتي من الدول المصابة، ولا بد من رفع كفاءة الفحوصات على البشر وعلى المواد الغذائية والحيوانات القادمة عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية للتأكد من خلوها من الفيروس، ولا بد أن تكون سياسة الشفافية هي العنوان العريض للتعامل مع الإيبولا.