انتقل إلى رحمة الله في الثانية من صباح أمس الأحد في حضرموت باليمن الفنان اليمني الكبير كرامة مرسال بعد سنوات من المرض تلقى العلاج فيها بين المملكة ومصر، والراحل كان قد عاد مع نفر من أبنائه من آخر رحلة علاجية له في القاهرة الأسبوع الماضي حيث شخص الأطباء هناك حاجته إلى دعامات للقلب، قرر بعدها والأبناء العودة إلى اليمن إلى أن يتم ذلك فيما بعد الا ان الموت كان اسرع ، رحم الله فنان اليمن الكبير كرامة مرسال الذي ارتبط بالمملكة كثيرا وأقام معظم سني عمره متنقلا بين اليمن وجدة والإمارات والكويت، إذ كثيرا ما تردد مرسال إلى المملكة وتحديدا (جدة) حيث يلتقي بجمهوره ومحبيه وزملائه في الوسط الفني فيها.. كذلك هو مع هؤلاء في دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى علاقته الوطيدة مع الطلبة اليمنيين في الكويت والإمارات حيث كثيرا ما أحيا حفلات أندية الطلبة هناك منذ السبيعنيات الميلادية. وبفضل هذه المشاركات انتقلت الأغنية اليمنية وأغنية وشعر وفن المحضار تحديدا من خلال الراحل كرامة إلى المملكة والخليج وكان يعتبر نفسه مراسلا لفن المحضار إلى جانب حداد حسن وهما اللذان كانا أول من يغني إبداعات المحضار ومن ثم ينتقل هذا الإبداع إلى اليمنيين من النجوم خارج اليمن وهكذا، هذا إلى جانب الثنائية المتفردة في الخليط الإبداعي «المحضار، أبوبكر سالم بلفقيه». وكرامة مرسال التقيت به كصحافي كثيرا في جدة التي يزورها دوما ويحل ضيفا على (مضيفه وسكن) آل بقشان هذه الأسرة الاقتصادية الكبيرة في جدة والتي تعد رمزا من رموز الحركة الاقتصادية السعودية والتي اشتهرت بكرمها وأريحيتها.. كما التقيت به كثيرا مع صديقه الفنان الفوتوغرافي وفنان هندسة الصوت وعضو فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة عمر بادغيش.. وأذكر أنني أجريت معه واحدا من أجمل الحوارات عن الفن اليمني والفنان اليمني ومعاناته وأمجاده. وكان صوت اليمن الاسمر كرامة مرسال رحمه الله.. الشادي إلى نقل الأنغام الشعبية.. بعد أن أخذ كل شيء من لونه، وكان مرسول الحب أو مرسول الفن، إذا ما جاز التعبير بين السيد المحضار رمز الفن الغنائي في اليمن وبين جمهور الأغنية في اليمن والعالم العربي كما قلنا قبلا. في لقاء جمعتي مع السيد حسين أبو بكر المحضار – رحمه الله – قال لي: كل ما وصل للفنانين العرب وتغنوا به من أعمالي كانت الوسيلة الأولى فيه أبوبكر سالم بلفقيه أو كرامة مرسال ومن ثم ينتشر كما النار في الهشيم. وعندما ردد كل من المطربة أنغام والمطرب جواد العلي إحدى أغنياته «معاهم صادق النية» كان الباب قد فتح للكثيرين من العرب الذين رددوا هذا العمل مما جعلنا ننتظر «تعاونيات» صغيرة كانت أم كبيرة تجمعه مع حناجر عربية قريبا. وكرامة سفير الأغنية اليمنية إلى عدد كبير من دول مجلس التعاون وبشكل خاص في الكويت التي أحيا فيها إحدى أكبر وأهم حفلاته في هلا فبراير عام 2003 والإمارات العربية المتحدة التي طالما تغنى فيها باليمن وفي اليمن. وكان الراحل قد كرم في دولة قطر إلى جانب تكريم الفن اليمني بشكل عام كأحد رواد الأغنية اليمنية في مهرجان الأغنية السنوي الذي يقام هناك وهو ما تم إلى جانب أحمد فتحي وغيره من نجوم الفن اليمني وهو جدير بذلك بلا شك. وكرامة سعيد علي مرسال من مواليد المكلا باليمن عام 1940 وحيد أبويه عمل بداية إبان الاحتلال الإنجليزي للشطر الجنوبي من اليمن سابقا كعامل برقيات في إدارة الهاتف ومارس فن الغناء وهو يزاول عمله إلى أن تفرغ للفن كفنان شعبي في إدارة الثقافة وبدأ بترديد أغنيات فنان اليمن الكبير محمد جمعة خان رحمه الله شأنه شأن جميع فناني اليمن والمنطقة آنذاك. وكرامة متزوج من اثنتين وله من الأبناء خمسة أولاد وهم (صبري، عبده، سعيد، علي، فضل) و(8 بنات) منحه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وسام الاستحقاق في الفنون عام 2000 وجاء هذا التكريم لاهتمامه الكبير في نشر الأغنية الوطينة كونه من أكبر الفنانين اليمنيين الذين دعموا هذا الجانب من الغناء مع محمد محسن عطروش ومحمد مرشد ناجي. ونحن في «عكاظ» كان لنا الكثير من اللقاءات مع الراحل ومرافقته في الكثير من الجلسات الفنية وحضوره لملتقيات الفن في المملكة وكان من أشهرها حضوره أحدية الفنان الكبير جميل محمود في مكةالمكرمة، والتي التقى خلالها هناك بأعمدة الفن المكي إبراهيم خفاجي وعبدالرحمن حجازي وياسين سمكري وغيرهم. ونذكر هنا أن الخفاجي تحدث عن الفنان الراحل بقوله: الراحل فنان متميز له طبيعته الفنية المتفردة وصاحب أداء مميز، أما الفنان الكبير جميل محمود فقال: صوته فيه الكثير الشجن إلى جانب القوة في الأداء. كما تحدث الفنان حسن إسكندراني عن الفقيد قائلا: في أحدية جميل محمود تعرفنا على ثقافته الفنية. دفن الراحل بعد عصر أمس الأحد في مقبرة يعقوب بالمكلا بعد أن سار في جنازته الكثير من أعلام الفن والثقافة والأدب في حضرموت.. رحم الله الفنان الكبير الذي أثرى عالم الغناء في اليمن والجزيرة العربية.