•• وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يده من جديد.. على مصادر الخطر الحقيقية التي تتهدد ليس فقط بلادنا.. وإنما أمتينا العربية والإسلامية.. مستهدفة أجيالها الجديدة وكياناتها السياسية دولة بعد دولة.. وشعبا بعد شعب. •• ولذلك فإن خطاب الملك إلى القادة والعلماء وأصحاب الرأي والفكر.. وكذلك إلى الشباب.. كان خطابا مباشرا وقويا.. وواضحا.. أملته عليه مسؤوليته الدينية والعروبية.. والإنسانية.. •• ومن الواضح.. أن الحقائق والمعلومات الماثلة أمام كبير الأمة وحكيمها على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة وأنها انعكست على نبرات صوته وهو يتحدث إلى المواطنين الذين حضروا للتهنئة بعيد الفطر المبارك.. كما كانت واضحة وقوية ومعبرة من خلال كلمته التي سبقت هذا اللقاء بعدة ساعات.. وتحدث فيها عن مسألتين هامتين هما: • خطر الإرهاب المتصاعد • وجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني •• وقد كان لافتا للنظر مخاطبته للمشايخ والعلماء.. عندما قال لهم بصورة أكثر تحديدا «ترى فيكم كسل وفيكم صمت وفيكم أمر ما هو واجب عليكم دنياكم ودينكم.. دينكم.. دينكم وربي فوق كل شيء». •• وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الملك عبدالله بهذه اللغة المباشرة اليهم.. وإلا فإنه سبق أن ناشد العلماء والمفكرين والإعلاميين كثيرا وطالبهم بالقيام بدورهم في تصحيح المفاهيم العقدية المغلوطة كما يروج لها الغلاة والمتشددون.. قصور وصمت في مواجهة الخطر •• فعل هذا الملك لأنه يعلق آمالا كبيرة على صفوة العلماء والدعاة والمفكرين بأن يُبَصِّروا الأمة بحقيقة التحريف المتعمد لعقيدة السماء من قبل من يتصدرون المشهد الآن ويمارسون الإرهاب والقتل والتدمير عنوة.. ويسيئون إلى العقيدة السماوية الحقة إساءة بالغة.. ليس فقط بتضليل شبابنا.. ودفعهم إلى الجحيم.. وتشجيعهم على الانخراط في قوافل الموت.. وحثهم على الانضمام إلى الجماعات والمنظمات الإرهابية.. وإنما بتشويه صورة الإسلام لدى كافة دول وشعوب العالم الآخر.. وإظهاره بهذا المظهر «البربري» وغير الإنساني.. قتلا.. وتعذيبا.. وإهانة للكرامات الإنسانية.. وظلما وعدوانا على الآمنين وحرقا وتدميرا لدور العبادة والآثار.. وحظا على الكراهية والعنف بكل صوره وألوانه.. كما يفعل «تنظيم داعش» الآن في العراق وفي سوريا.. وكما يخطط له في المستقبل.. •• قال هذا الملك عبدالله للعلماء لأنهم واجهة الأمة.. ولأن عليهم مسؤولية تبصيرها بخطورة ما يحدث.. وحثهم على تحصين شبابنا من التأثر بأفعالهم تلك.. وتسويق الأعمال الإرهابية لهم.. بالكذب عليهم وخطف عقولهم.. وإقناعهم بأن ذلك يأتي في إطار تنفيذ حكم الله.. ودعوة رسول الله إلى الجهاد في الأرض.. بالرغم من معرفتهم بأن الإسلام بريء من كل تلك الأفعال الإجرامية لأنه دين سماحة ورحمة.. وإنسانية.. وحفظ للكرامة الإنسانية. لماذا يصمت العلماء والمفكرون •• وعندما ننظر إلى الساحتين العربية والإسلامية.. في محاولة لتفسير صمت العلماء والدعاة والمفكرين ورجال الثقافة والرأي والإعلام والكلمة.. فإننا يمكن أن نصنفهم إلى (4) فئات هي: (1) فئة تتعاطف مع هذا الفكر.. وهي الأخطر على الدول والمجتمعات لأنها اعتنقت نفس المفاهيم المغلوطة ولا تتردد في بثها من أي موقع يوجدون فيه (مدارس / مساجد / جامعات / جمعيات). (2) فئة تملك المعلومة الصحيحة.. وتستطيع أن تصدع بها.. لكنها تخاف من استهداف قوى الإرهاب لها وتصفيتها في إطار استهدافها للرموز. (3) وفئة ثالثة تعرف الحقيقة ولكنها لا تريد أن تظهر آراءها تلك على الناس حتى لا تفقد جماهيريتها لدى الأعداد الكبيرة من أصحاب الأفكار المتشددة.. (4) وفئة رابعة.. تناور.. وترواح..بين التحفظ والانفتاح.. لأنها تخشى تصنيفها من فئة «علماء السلطان» على حد وصف أولئك الغلاة المتشددين وممتهني العنف. •• هذه الفئات الأربع.. خاطبها الملك من السابق خطاب العقل للعقل وذكرهم «بأن الساكت على الحق شيطان أخرس» لكن ذلك الوضع استمر ولم يتغير.. في وقت كانت فيه الأمة بأشد الحاجة إلى «كلمة سواء» يصدعون بها.. وينيرون الطريق لأبناء الأمة.. ويفندون مزاعم هؤلاء الغلاة.. والمتكسبون من وراء انخراطهم في تنظيمات خطيرة.. وقيامهم بدور الأدوات لتدمير الأوطان.. وقتل الأبرياء.. وإسقاط الأنظمة.. وزعزعة الأمن والاستقرار في مختلف أرجاء المنطقة.. من يقف وراء هؤلاء؟ •• والسؤال الآن هو: •• هل يصدر هؤلاء المدسوسون على ثقافة الأمة عن قناعات خاصة قائمة على التشدد.. ومستمدة من تفسير مغلوط لكتاب الله وسنة رسول الله.. ولفكر عقيدة السماء..أم أنهم يشكلون أدوات في أيدي أطراف وقوى محلية أو إقليمية أو دولية.. استغلت هذا التكوين الفكري «الظلامي» للإساءة لدينهم.. وتشجيعهم على تكوين تنظيماتهم الإرهابية.. تنفيذا لمخطط واسع وشامل.. يبدأ بإثارة الفتن المذهبية والطائفية داخل المجتمعات بهدف تقسيم الشعوب وضربها ببعضها البعض داخل كل وطن.. وينتهي بضرب الأنظمة والقضاء على الكيانات السياسية بعد خلخلة المجتمعات.. وإضعاف روابطها.. وتشكيكها في ثوابتها وقناعاتها •• هذا السؤال الكبير والعريض.. وإن اختلفت الإجابات عليه إلا أنها تتفق على أن هناك خطة محكمة الإعداد وتقوم على المحاور التالية: (1) تفكيك المجتمعات من الداخل.. عبر تشكيكها في ثوابتها ومعتقداتها.. ودفعها إلى التنازع فيما بينها.. (2) ضرب الشعوب بأنظمتها السياسية (كما حدث بالنسبة للثورة الفرنسية المعروفة). (3) تدمير البنى الاقتصادية والتحتية في كل دولة استنزافا لمواردها وتبديدا لطاقاتها البشرية الطبيعية والمادية. (4) إفساد قيم وأخلاق الناس.. وتدمير عقول الشباب عن طريق سلسلة من الحروب وفي مقدمتها حرب المخدرات.. وحرب التعريض لآلة الإعلام الإلكتروني بهدف تلويث أفكارهم وإضعاف ولائهم لأوطانهم.. واستقطابهم للانضمام إلى تلك المنظمات الإرهابية.. وسلخهم عن معتقداتهم الأساسية.. وتغذيتهم بكراهية دولهم.. وأوطانهم بالنقمة عليها.. ثم الانتقال بعد ذلك إلى إثارة الفتن بين دول المنطقة بتأليب كل دولة على الأخرى وذلك بهدف القضاء على المنظمات والروابط الإقليمية التي تجمع وتوحد المواقف.. بدءا بالجامعة العربية وانتهاء بمجلس التعاون الخليجي ومرورا بمنظمة التعاون الإسلامي.. وشل حركتها وإلغاء فعالياتها وإجهاض كل المشاريع الوحدوية التي يخطط لها قادتها النابهون. •• كما تهدف الخطة بعد ذلك إلى: إقامة جسور عازلة بين الدول العربية وبعض دول الإقليم.. بخلق حساسيات عميقة بين المجموعة العربية والدول الإسلامية المحيطة بها مثل إيرانوتركيا.. ثم بينها وبين الأنظمة الغربية، وذلك عبر ثلاث طرق: •• أولاها: تشجيع دولة كإيران على إيجاد بؤر وإقامة تحالفات داخلية بينها وبين هذه البؤر.. كما تفعل إيران من خلال تحالفها مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.. وبعض الأقليات الشيعية في المنطقة.. بهدف إيجاد دول صغيرة داخل كل دولة وصولا إلى الحكم في النهاية.. •• ثانيها: إسقاط الأنظمة القائمة وخلق حالة من الفوضى العارمة بداخلها وتدمير بنيتها الثقافية والمادية التحتية تمهيدا لتقسيمها إلى دويلات صغيرة يمكن القضاء عليها في النهاية.. كما حدث ويحدث في العراقوسوريا وليبيا والسودان وتونس.. وكما يواصلون هذا العمل في دول عربية أخرى بإصرار شديد. •• وثالثها: خلق حالة من الصراع الخفي بين قوتين بارزتين في المنطقة هما تركياوإيران.. لإضعاف إحداهما في النهاية واستخدام الأخرى للقيام بدور الشرطي في منطقة منهارة.. يتم التعامل مع هذه القوة الجديدة كقوة إقليمية بارزة.. تمنحها بعض الامتيازات الخاصة لتسيد المنطقة «مؤقتا» أقول مؤقتا.. لأن أي دولة من الدولتين اللتين يراد لها تصدر المشهد لفترة زمنية محددة ومحدودة.. لا بد وأن تدرك أنها مجرد جسر.. يضطلع بدور معين في مرحلة انتقالية بعينها وتسلم فيها الراية أخيرا إلى إسرائيل لكي تكون الحاكم بأمره.. والمتحكم في جميع مفاتيح المنطقة.. ومواردها الاقتصادية ومنافذها البرية والبحرية والجوية.. وصاحبة اليد الطولى في الإقليم بكامله.. •• إذا فهمت الدولتان غير ذلك.. فإنهما تخطئان الحسابات.. وتكرران نفس خطأ بعض الدول العربية التي قبلت بأن تكون أداة هذا المخطط القوي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة عبر نشر الفوضى في أرجائها وخلخلتها من الداخل حتى وتسويتها بالأرض.. هذه الدول سوف تصبح أول أهداف خطة إعادة رسم حدود المنطقة من جديد رغم توهمها بأن تكون مركز الثقل فيها بالمستقبل. تدمير ثقافي وسياسي •• هذان الفرعان في خطة تدمير المنطقة.. •• فرع التشكيك في الثوابت الفكرية والثقافية وصناعة المنظمات الإرهابية المتعددة.. •• وفرع توزع الأدوار السياسية والأمنية في المنطقة بهدف إحداث التغيير القسري بها.. قطعا حتى الآن شوطا لا بأس به في تهيئة المنطقة لمرحلة السقوط الكامل.. سواء بتخاذل الدول.. أو تراخي العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي أو بتناحر الأنظمة فيما بينها.. أو بفصل الشعوب عن أنظمتها.. أو بمحاربة الشعوب لبعضها بدواعٍ مذهبية أو طائفية.. •• وبالتحديد فإننا نقف الآن على مشارف المرحلة التالية لها.. وهي المرحلة الأخطر في مجمل المخطط.. مرحلة استهداف أكبر قوتين في المنطقة العربية من خلال إرهاب الدولة.. وهما: • المملكة العربية السعودية • وجمهورية مصر العربية •• وذلك بعد أن حدث ما حدث في الصومالوالعراق والسودان وتونس وليبيا وبعدما حدث ومازال يحدث الآن في اليمن ولبنانوسوريا.. أو يراد له أن يحدث في الأردن.. والبحرين وكذلك ما هو متوقع حدوثه في دول عربية أخرى لم يغفل عنها الإرهاب ولم تستثنها خطة إعادة رسم خارطة المنطقة من جديد وإن كان مصيرها جميعا يظل مرتبطا بما خطط لاستهداف البلدين الكبيرين سواء كان ذلك في منطقة الخليج أو في سائر الدول العربية الأخرى. •• نحن إذن أمام مخطط متدرج يظهر فيه مجموعة من الأعداء.. هم: • الإرهاب كعدو رئيسي ومباشر.. ويمثل رأس الحربة الأول في تنفيذ هذا المخطط. • القوى الخفية التي وضعت المخطط وترعاه وتعمل على تنفيذه بأقل التكاليف عليها.. ومن خلال الأدوات العديدة التي تستخدمها في المنطقة ومن أبنائها.. من خلال دعم وتشجيع المنظمات الإرهابية. • الأدوات الوسيطة في الداخل العربي.. سواء أكانت هذه أدوات فكرية وإعلامية وثقافية وتربوية متنفذة.. أو كانت قواعد عسكرية.. أو أنظمة متواطئة مع القوى المخططة.. • الأدوات الإقليمية التي تملك طموحات كبيرة.. وتنتظر أدوارا رئيسية في صناعة مستقبل المنطقة. •• وإن كان المستفيد الأخير من كل هذا المخطط هو «دولة إسرائيل» التي تناصبنا العداء.. وتستثمر ما يقوم به الأعداء الآخرون والأدوات الصغيرة هنا وهناك.. لتقيم إمبراطوريتها الكبرى في النهاية وتنفرد بالمنطقة تفردا كاملا ودون أي مقاومة.. ودون أن تتكلف كثيرا.. لا ماديا.. ولا بشريا.. ولا تنظيميا.. خطة الإنقاذ المطلوبة •• هذا المخطط الكبير والضخم.. ينبغي التعامل معه في المرحلة القادمة على النحو التالي: • أولا: قيام المؤسسات الدينية في الدول العربية والإسلامية بواجبها على أكمل وجه وذلك بوضع خطة طويلة المدى لمعالجة الاختلالات الثقافية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بالتعاون مع المؤسسة التربوية والتعليمية وكذلك المؤسسة الإعلامية أيضا.. وإنقاذ الأجيال الحالية والقادمة من حالة التردي الحالية واهتزاز القيم والمفاهيم المشوشة والعمل على تصحيحها عبر خطاب دعوي وتوجيهي وإعلامي رشيد.. وعميق.. وقوي.. يعيد إلينا التوازن والثبات ترسما لسماحة الإسلام وإنسانيته وحرصه على حفظ النوع البشري والبعد بالإنسان عن الغلو والتشدد والحقد والكراهية والصدام مع الآخر.. • ثانيا: اتخاذ الدول العربية المتضامنة موقفا واضحا ومحددا.. من دول الإقليم التي تقوم بزعزعة أمن المنطقة واستقرارها وتلعب أدوارا واسعة في تصدير الفوضى من بلد عربي إلى بلد عربي آخر.. حتى وإن أدى الأمر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق سفاراتها في بلدانها وإخراجها من «المنظومات» العربية التي نريد لها المزيد من التضامن والتفاهم والتكامل والتقارب توحيدا للآراء والسياسات والمواقف.. • ثالثا: التعامل بصورة مختلفة مع القوى المؤثرة في الأحداث في منطقتنا.. والوقوف على حقيقة أهدافها ونواياها.. بعيدا عن الخلط المتعمد من قبلهم بين ما يقولونه عن أهمية استمرار وتسريع وتيرة الإصلاح في دولنا ومجتمعاتنا.. وبين دفع الأمور باتجاه الفوضى وزعزعة الاستقرار في أوطاننا وتسليمها للمجهول بالتعاطي مع المنظمات الإرهابية وبلجوئها لإثارة الفتن في مجتمعاتنا وتدمير مقومات الشخصية العربية والإسلامية وخلق حالة من الانقسام الحاد بين أبناء الشعب الواحد.. •• وعلينا في هذه الحالة أن نصحح كل الأوضاع التي توفر لهم المبرر في استمرار حالة عدم الاستقرار في بعض أوطاننا ونعمل على معالجتها للحيلولة بينهم وبين استمرار تآمرهم علينا وعملهم ضد دولنا ومستقبل شعوبنا.. •• وسوف نحتاج في هذه «المصارحة» معهم إلى استحضار كل مصادر القوة التي نملكها.. بحكم تداخل مصالحهم مع مصالحنا.. وحملهم على التفكير معنا بصورة إيجابية لضمان استمرار هذه المصالح والحفاظ عليها.. والتأكيد على استحالة تحقيقها في ظل ما قد ينشأ عن الفوضى وعمليات التغيير العشوائية.. عبر التميكن للمنظمات الإرهابية من الوصول إلى كراسي السلطة وإدارة زمام الأمور في أوطان مهمة لا يمكن أن تدار بعقلية القرون الوسطى.. أو بنظريات وثقافات لا تتلاءم مع مكوناتها الثقافية أو المجتمعية دون إعداد كافٍ وحكيم ومدروس ومتدرج.. • رابعا: إصلاح الأنظمة الاقتصادية التي اقتربت من حالة الانهيار في بعض الدول العربية وعجزت في دول أخرى عن إدراك طبيعة المرحلة وضرورة إعادة النظر في هياكلها بصورة جذرية.. ذلك أن الاقتصادات العربية القوية تمثل مصدر الحصانة الأول ضد قوى الإرهاب التي سعت ولاتزال تسعى إلى ضرب اقتصاداتنا في العمق عن طريق: (1) استنزاف القدرات المالية باضطرارنا إلى توجيه القدر الأكبر من الموارد لبناء القوتين العسكرية والأمنية وذلك على حساب متطلبات التنمية وأولوياتها ومعالجة مشاكل البطالة والركود والتضخم التي تنهش كيانات دول كبيرة ومهمة في منطقتنا العربية. (2) استهداف منابع النفط ومصافيه وتمديداته لقطع الشريان الأول وربما الوحيد لإمدادنا بالحياة ومضاعفة أزماتنا الاقتصادية ودفع الشعوب إلى التبرم من أنظمتها نتيجة تعاظم الضوائق المالية التي تواجهها كما يحدث الآن في أكثر من دولة عربية وأبرزها العراقوسوريا وليبيا.. (3) تعطيل السياحة وشل هذا المصدر الحيوي لاقتصاد دول مهمة في المنطقة مثل مصر.. ولبنان.. وتونس وتحويل أرصدتها وعوائدها الضخمة إلى اقتصادات دول أخرى في أوروبا وأمريكا وجنوب شرق وغرب آسيا على حساب دولنا وشعوبنا. (4) تنشيط المضاربات في أسواق الأسهم.. لإيصال البورصة في كل بلد إلى درجة الانهيار. (5) هروب المستثمر الأجنبي.. نتيجة لاضطراب الحالة الأمنية في المنطقة العربية.. وبالتالي انكماش الاقتصاد وضعف قدرته على الاستجابة للحد الأدنى من متطلبات الشعوب. •• وبكل تأكيد.. فإن هذه العوامل مجتمعة.. الثقافية.. والتربوية والاقتصادية.. ترتبط ارتباطا قويا بالعامل النفسي الذي قد يدفع رؤوس الأموال الوطنية إلى الهجرة إلى دول أخرى.. والمساهمة في تقوية اقتصاداتها.. مقابل إضعاف قدراتنا الاقتصادية وإنهائها.. • خامسا: تتطلب المرحلة الراهنة استنفار كافة قوانا الوطنية العسكرية والأمنية تحسبا لكل الاحتمالات لأن جميع الرهانات المعادية تركز على أهمية زعزعة القاعدة الأمنية وإضعافها.. وإذا تعرض أمن المنطقة لهزة قوية فإن ذلك يعني أن (70%) من أهداف الأطراف المعادية لنا تكون قد تحققت. خطورة الموقف وجاهزيتنا ولا أعتقد أن الدول العربية تستهين بما يحدث.. ولا تتأهب له بالقدر الذي يمنع تعرضها لأخطار تلك المنظمات الإرهابية التي قد تكون مشغولة عنا ببعض الأنظمة الأخرى.. التي تعاني من «الهشاشة» الداخلية.. لكنها لن تتركنا أو تستثنينا.. بل العكس من ذلك فإن القوى التي رسمت مخطط الفوضى الشاملة في منطقتنا تريد لهذه المنظمات أن تكتسب خيرات كافية في مناطق الصراع الحالية حتى تكون أكثر استعدادا لضرب الدول القوية في النهاية.. •• تلك حقيقة تدركها المؤسسات العسكرية والأمنية جيدا.. وتدرك معها أن تنظيمات داعش والنصرة والقاعدة تضعنا في حسابها كما هو مرسوم لها.. •• ولذلك فإن جاهزيتنا لا بد وأن تكون عالية.. فلا ننتظر حتى تصل إلينا طلائعهم وذلك بالعمل على المستويات السابقة كافة.. •• وقد يكون الوقت مناسبا لكي نشرك شبابنا في تحمل المسؤولية بمواجهة هذا الخطر وذلك بالتفكير الجدي والجاد في إعدادهم لهذه المعركة.. وتأهيلهم وتدريبهم على حمل السلاح والتعاطي مع كافة الاحتمالات بكفاءة سواء عن طريق برامج التجنيد المنظم والمبرمج وغير الإجباري.. أو بإدخال مواد علمية في مناهجنا الدراسية المبكرة لإكسابهم ثقافة الدفاع عن النفس بكل طريقة ممكنة دفاعا عن أوطاننا وبالذات بالنسبة للدول الصغير عدد سكانها التي لا تستطيع الصمود أمام آلات العدو.. ومخططاته.. وكراهاته لشعوبنا وثقافتنا.. ودولنا.. ××× •• هذه الخواطر وتلك الأفكار.. تحركت في ذهني.. وأنا أستمع منذ فترة إلى تحذيرات ملك يُبصر الخطر ويستشعره.. ويدرك أبعاده.. ويخاف على أمته.. ويحذرها.. ويدعوها إلى الاستعداد الجاد لمواجهة أخطار حقيقية تجاوزت مراحل التلويح.. أو التهديد.. أو الضغوط السياسية.. ودخلت مرحلة التنفيذ والمواجهة لنا والعمل على إسقاط الدول.. وسحق الشعوب.
خطة المواجهة للأخطار الراهنة والمحتملة 1- إعادة المؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية والثقافية لصالح الفكر المتسامح. 2- هيكلة اقتصادات الدول العربية لمواجهة حروب الاستنزاف للموارد والطاقات. 3- رفع مستوى جاهزية المؤسسات العسكرية والأمنية وعدم التهاون بما يحدث الآن. 4- قطع العلاقات مع الدول (الوسيطة) لتنفيذ مخطط إعادة رسم حدود المنطقة على حسابنا. 5- وضع الدول المحرضة أمام خيار واحد إما تأمين مصالحها معنا وإما التعامل معها كخصوم. 6- تأهيل وتدريب الشباب على حمل السلاح للدفاع عن الأوطان وحماية الهوية العربية والإسلامية.