نسفت إسرائيل المحادثات المرتقبة في القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، وقرر المجلس الوزاري المصغر، خلال اجتماعه أمس، توسيع العدوان وتكثيف الغارات بقوة على القطاع. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية قوله: إن المجلس طالب الجيش بالاستمرار في مهاجمة حماس وباقي المنظمات في غزة بقوة وتدمير الأنفاق. وأضاف أن إسرائيل ليست قريبة في هذه المرحلة من وقف إطلاق نار، وأنه عندما يصل اقتراح وقف إطلاق نار يستجيب لما أسماه بمبادئ المهمة لإسرائيل، فإنه ستتم دراسة الأمر، مؤكدا أن العملية العسكرية ستستمر والجيش سيوسع الضربات في غزة، وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس غزة منطقة كارثة إنسانية. وعلى صعيد محادثات القاهرة التي يبدو أنها باتت في مهب الريح، وصل وفد إسرائيلي أمس إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن التوصل إلى تهدئة. فيما ينتظر وصول وفد فلسطيني هذا الأسبوع لمصر للتباحث حول إمكانية تطوير وتنفيذ المبادرة المصرية. ولا تزال حماس ترفض أي تهدئة بدون رفع الحصار ووقف العدوان. وأدانت واشنطن وفرنسا وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية أمس، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بقصف مدرسة للأونروا في غزة مخلفة 19 شهيدا، وعشرات الجرحى، وجددت الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار. فيما اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوصف المجزرة بأنها «غير مبررة» ، وطالب بمحاسبة المسؤولين عنها. وقال إن السلطات الإسرائيلية تبلغت 17 مرة بالمكان المحدد لهذه المدرسة قبل بضع ساعات من الهجوم. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده ليرتفع عدد قتلاه إلى 56، وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين أمس أكثر من 110 شهداء في أكثر الأيام دموية، ما رفع عدد الشهداء إلى 1350 فلسطينيا، فيما أصيب أكثر من 7400 بجروح، معظمهم من المدنيين. إلى ذلك، أجرى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أمس، اتصالين هاتفيين بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، تركزا حول الوضع المأساوي في غزة. وتطرق بوتفليقة إلى إمكانيات القيام بعمل عربي مشترك مكثف لحمل المجموعة الدولية على التحرك لوقف عاجل للعدوان الإسرائيلي على غزة، وقررت الجزائر تقديم مساعدات مالية عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لفلسطين.