غرد الزميل العزيز غسان بادكوك مطالبا بجمع جميع «العابسين» وحجزهم في مكان ضيق لوحدهم خلال الأعياد! ولو كان الأمر لي يا عزيزي غسان لحجزتهم طوال العام، فهناك من يظن أن الابتسامة تقصر من عمره، أو تنقص من ماله، أو أن «التكشيرة» جزء من وقاره أو هيبته أو وجاهته! العابسون في الحقيقة يجتذبون الحزن والكآبة لأنفسهم بالإضافة لمن يجالسهم أو يتعامل معهم، فيقعون في أسرهما، ولو تفكروا قليلا لأدركوا أن الابتسامة جزء من التاشفي من الهموم و الأحزان، فنحن من نملك التحكم بمشاعرنا بدلا من أن نسمح أو نستسلم لمؤثرات الحياة للتحكم بها! كما أن الابتسامة في وجوه الآخرين تجتذب هالات فرحهم وبهجة مشاعرهم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، و كانت من صفاته عليه الصلاة والسلام أنه كان بشوشا بسوما! ذلك لا يعني أنني أصادر حق الإنسان في أن يستشعر همومه وأحزانه التي تفرضها عليه ظروف وأحداث الحياة، لكنني ضد أن يستسلم لها فيكون أسيرا لها وكأن الحياة قد توقفت عند أعتابها! أما «تكشيرة» الوقار والهيبة والوجاهة، فلا حل لها إلا قليل من التواضع، و مرآة يرى فيها «المكشر» أن «التكشيرة» لا تضيف له وجاهة ولا وسامة!