أكدت الروائية زينب البحراني أن العيد فرصة ليتسامح فيه الناس مع بعضهم البعض من أجل توطيد علاقاتهم الإنسانية وترسيخ قيم المحبة بين البشر. وأشارت في لقاء مع (عكاظ) إلى أن هذه المناسبة بما تحمله من قيم روحية ودينية عظيمة هي بمثابة فسحة لتجديد الروح وكسر رتابة الأيام.. فإلى نص الحوار: ماذا يمثل لك العيد؟ - شهر رمضان والعيد بأجوائهما الاستثنائية مناسبتان مثاليتان لكسر رتابة أيام العام المعتادة. كيف تحتفلين بالعيد؟ وأين تقضينه؟ - أشارك أسرتي احتفالاتها، وأقضيه في المناسبات الاجتماعية المتعارف عليها وزيارة الأقارب، لاسيما أولئك الذين لا تسمح المسافات والظروف بزيارتهم بقية أيام العام. ما أهمية العيد في علاقاتنا الإنسانية؟ - العيد هو فرصة للتسامح وتجدد الروح، وكونه يأتي بعد شهر الصوم وتطهير الذات يعني فتح صفحة جديدة من محبة القريبين والتواصل مع البعيدين. ماذا تقرأين في العيد؟ - ما أقرأه في غير العيد، لا فرق. ما هي رؤيتك لواقع الفعاليات الثقافية في العيد؟ - أعتقد أن الخصوصية العائلية والترفيهية للعيد لا تفسح مكانا كبيرا لدور الفعاليات الثقافية في واقعنا العربي، لاسيما أننا نفتقر إلى مجال «الاستثمار في الثقافة» و«الترفيه الثقافي» حتى اليوم. ماذا يمكن أن نقرأ في ذاكرة الروائية زينب البحراني عن طفولتها في العيد؟ - كما نقرأ على جدران ذاكرات معظم الناس، قصاصات وصور للزيارات العائلية الدافئة ورحلاتي الترفيهية مع أفراد أسرتي الحبيبة. هل تعتقدين أن العيد بدأ يفقد نكهته التي كانت يوما ما؟ - العيد يفقد نكهته عند المحزونين والغرباء فقط، بالنسبة لي وللمحيطين بي ولله الحمد لا تزال نكهته تتجدد وتغدو أطيب نكهة ومذاقا عاما بعد عام. لحظة حميمة لم تفارق ذاكرتك عن العيد.. ما هي ولماذا لا تزال باقية في الذاكرة؟ - منذ أعوام طويلة، حين كنت تلميذة في بدايات المدرسة المتوسطة إن لم تخني الذاكرة، لم أعد أحظى بعيديات على اعتباري كبرت. لكنني فوجئت بسيدة كبيرة جدا في السن تقدم لي «عيدية» أثناء زيارتنا لإحدى الأسر الصديقة لأسرتنا، وأصرت إصرارا شديدا على أن آخذها. هذا الموقف السخي الدافئ ملأني شعورا بالمحبة والاهتمام، وجعلني أدرك جانبا ذهبيا من أهمية كبار السن الذين تعتبر شريحة كبيرة منهم صمام أمان لا يستهان به في مجتمعنا. ما زلت أذكر هذا الموقف بامتنان كبير، وأدعو لتلك السيدة بالمغفرة والرحمة الواسعة. هل تناولت العيد في أي من أعمالك الأدبية؟ - لم يحدث ذلك بعد، لكنني أتمنى أن يلهمني الله فكرة أدبية كبيرة كتلك التي ألهمها عبقري الأدب الإنجليزي «تشارلز ديكنز» في قصته الخالدة عن العيد وشخصية البخيل الشهيرة. متى وبأي شيء تتجلى روحانية العيد عند زينب البحراني؟ - أثناء سماع تكبيرات صلاة العيد من مآذن الجوامع في المنطقة التي أسكن فيها. «العيد فرحة».. كيف تعيشينها؟ وماذا يجب علينا أن نعمل للإحساس بهذه المناسبة؟ - بالنسبة لي أحاول قدر المستطاع أن أجعل أيامي كلها أعيادا كي لا أسمح للهموم والأحزان باحتلال أيامي، لذا فإن العيد المتعارف عليه كمناسبة عامة هو مجرد يوم جديد في جدول أيامي السعيدة. وأعتقد أننا لو حاولنا جميعا إسعاد أنفسنا وإسعاد من حولنا فسننجح في ذلك، ولو استسلمنا للحزن والكآبة سننجح أيضا في العيش بتعاسة، ومن ثم إتعاس الآخرين بقصد أو بغير قصد. ما هي أهم أمنياتك في هذا العيد على المستوى الشخصي والوطني والعربي والإنساني؟ - أتمنى للعالم كله السلام والثراء المعنوي، أتمنى لعالمنا العربي الشفاء من حروبه وتطاحناته لأسباب لا تستحق كل هذا الضجيج والخراب، أدعو الله أن يشفي كل مريض، ويفك قيد كل مظلوم، وأن ينشغل كل إنسان بنفسه وبتنمية ذاته عن محاولات افتعال المشكلات وإيذاء الآخرين.