لم يمض أسبوعان فقط على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم 200 مليون ريال للهلال الأحمر الفلسطيني لتأمين الاحتياجات الطبية والإسعافية العاجلة للجرحى والمصابين جراء الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية التي طالت الآلاف من الأبرياء غالبيتهم من الأطفال والنساء من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حتى أصدر -حفظه الله- توجيهاته بتقديم مبلغ 100 مليون ريال لوزارة الصحة الفلسطينية لتأمين الاحتياجات العاجلة من الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج ضحايا الاعتداءات والقصف الإسرائيلي الغاشم على غزة المكلومة التي تواجه آلة حرب إسرائيلية أهلكت الحرث والنسل الفلسطيني. إن الدعم الذي وجه الملك عبدالله به أمس، جاء في توقيت هام جدا وفي ظل ظروف صعبة جدا يمر بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خاصة في الجوانب الصحية، حيث امتلأت المستشفيات بالمرضى وهناك نقص شديد وهائل في الاحتياجات الطبية. لقد أثبت الملك عبدالله دائما قولا وفعلا وقوفه مع القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني وتأييد حقوق الفلسطينيين المشروعة، وترجم ذلك على أرض الواقع بالتوجيه بتقديم الدعم المادي الجديد الذي سيكون بلسما لجراح الفلسطينيين الغائرة بسبب استمرار الاعتداءات الغاشمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، حيث استشعر الملك عبدالله بحسه الإنساني مأساة الشعب الفلسطيني الذي يواجه آلة حرب إسرائيلية. إن مواقف خادم الحرمين مع الشعب الفلسطيني ليست مستغربة، حيث تعتبر المملكة الداعم الرئيس للشعب للفلسطيني خاصة في الظروف القاسية والصعبة التي يمر بها جراء العدوان الإسرائيلي البربري في هذا الشهر الكريم. إن الشعب الفلسطيني الذي يواجه آلة عسكرية إسرائيلية بغيضة لم ينس مواقف المملكة الداعمة له باعتبار أن دعم المملكة يمثل العمود الفقري لصمود الشعب الفلسطيني. والمطلوب من المجتمع الدولي، الضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني والتنديد بالممارسات التي تقترفها في حق أبناء فلسطين وتوفير حماية دولية عاجلة لهم، في ظل استمرار آلة القتل والموت والدمار الإسرائيلية، لتكون هذه الحماية هي مقدمة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وتفعيل الجهود الدولية لدعم الحقوق الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بآليات تطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بفلسطين، وتشكيل لجان تحقيق دولية في الانتهاكات والاعتداءات والمجازر التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلية، ومجموعات المستوطنين العنصرية. وعلى المجتمع الدولي، أن يعلم أن كل أم ثكلى وطفل مشرد وكل عائلة هدم بيتها وكل فلسطيني استشهد، مسؤولية العالم الذي يقف صامتا متفرجا أمام المجازر التي ترتكبها إسرائيل الغاشمة دون أي ردع ضد الشعب الفلسطيني الذي يريد العيش في أمن وأمان بلا حصار عنصري ضده. وعلى قيادات الفصائل الفلسطينية الحرص على الوحدة الوطنية لمواجهة المحتل الإسرائيلي بجبهة موحدة لكي تنتصر غزة وتستعيد بناءها وحقوقها وتضمد جراحها.