وبعد اعتماد «جدة التاريخية» في قائمة التراث العالمي، بأحقية تاريخية وشواهد ميدانية تجعلها في صدارة التراث العالمي.. هنا تقع مسؤولية مضاعفة للمحافظة عليها وتعزيز العديد من القيم والأهداف، وضرورة التطوير والاهتمام لحفظ هذا الإرث التاريخي، وعلى المسؤولين والمهتمين والمواطنين المحافظة الفعلية على تلك الحضارة ومحاولة إيجاد بيئة سياحية مناسبة نمد من خلالها جسور التواصل مع كافة الثقافات والحضارات المختلفة في العالم لإيصال رسالتنا وهويتنا وحضارتنا بقالب سياحي ثقافي ولتكن جدة التاريخية أحد أبرز محطات السياحة في المملكة. جدة التاريخية بمعالمها ومبانيها الأثرية والتراثية، وبأسوارها القديمة وأسواقها التقليدية (سوق العلوي، وسوق قابل، وسوق الندى، وغيرها..)، وحاراتها العتيقة (حارة المظلوم، وحارة الشام، وحارة اليمن، وحارة البحر)، ومساجدها العريقة (مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، والعديد من المساجد الأثرية والتاريخية في المنطقة..)، لا بد أن يكون لقطاع الاقتصاد والأعمال نشاطا ملموسا للحفاظ على القيمة التراثية لجدة التاريخية، سواء بالاستثمار في إعادة وقع الحياة اليومية بالمنطقة التاريخية إلى ما كانت عليه في أوجها، أو بضخ جزء من عائد المميزات التي تمنحها المدينة لبعض استثمارات القطاع الخاص في ترميم وإعادة إحياء المعالم التراثية في جدة التاريخية، فكفاءة الدور لهذا القطاع الذي أدخل المنطقة التاريخية لقائمة التراث العالمي، هو الأكثر قدرة من جهود المؤسسات العامة على إبقاء نبض الحياة التراثية مستمرا ومستديما بها والعائد سيكون أجمل فكرا وثقافة واقتصادا بعد تطوير جدة التاريخية. الكل ينتظر الخطة الشاملة المزمع تنفيذها للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتنميتها والحرص على أن تكون في أبهى صورة بما يتكامل مع الجهود الحكومية لتبقى جدة تاريخا وثقافة عبر الزمان والمكان.