مواقف المملكة حكومة وشعبا من القضية الفلسطينية ثابتة لا تتزحزح ولا تتبدل ولا تهادن، منذ أن اغتصب العدو الإسرائيلي الأراضي العربية عام 1948م، وحتى يومنا هذا. والمملكة لا تزايد على مواقف الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة لاستعادة حقه المغتصب، ولطالما وصفت الانتهاكات الصهيونية والمجازر بحق الفلسطينيين توصيفا دقيقا وسمت الأشياء بمسمياتها. وكلمة المملكة الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي طالبت فيها العالم بألا ينخدع بما تروجه إسرائيل عن أنها تدافع عن نفسها، وأن ما يحدث في غزة مجزرة مخزية، وإعادة التأكيد على أن مبادرة السلام العربية التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين، إنما هي مفتاح الحل لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وحقن لكل هذا الدم المراق وأرواح الأبرياء من المدنيين شيوخا ونساء التي تزهق يوميا تحت قصف العدو الصهيوني في غزة الجريحة. ولم يتوقف دعم المملكة حكومة وشعبا للشعب الفلسطيني في كل أزماته ماليا ومعنويا؛ سواء بالدعم الحكومي المباشر أو من خلال الحملات الشعبية التي يوجه خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) بإطلاقها نصرة لأشقائنا الفلسطينيين. هذا الدور الذي تلعبه المملكة لمساندة ومؤازرة القضية الفلسطينية ينطلق من مسؤوليتها التاريخية كدولة قائدة في العالم الإسلامي وراعية لكل ما يحقق السلام والتعايش والأمن لدول وشعوب المنطقة، والمملكة بخطابها تستحث دول العالم للوقوف بحزم أكبر هذه المرة لوقف هذا الصلف الإسرائيلي والعدوان الغاشم والحياد التام عند تقييم المواقف والأحداث على الأرض حتى لا يكونوا شركاء في الجريمة بصمتهم وتخاذلهم أو بوقوفهم إلى الجانب الخطأ.