أكد عدد من الأكاديميين أن التصنيف الدولي للجامعات يساعد مؤسسات التعليم العالي على تطوير أدائها في بعض الأوجه الواردة في هذه التصنيفات، مشيرين إلى أن هذه التصنيفات وسيلة وليست غاية في حد ذاتها. ويرى الدكتور عبدالله مهرجي وكيل جامعة الملك عبدالعزيز أن التصنيف الدولي للجامعات هو وسيلة ومعيار دولي مبني على العمل الداخلي وجودة البحث العلمي والمدخلات والمسؤولية الاجتماعية، وبالتالي فإن هذه التصنيفات تعد معايير دولية ولا يجب أن نعتبرها هدفا تنشغل الجامعات به، ولا شك أن الوزارة عبرت عن هذا تماما. وأكد الدكتور صالح الكريم الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز أن التصنيف الدولي للجامعات توجه جيد وإن كان جاء متأخرا، ولكنه في مكانه الصحيح، وقال «بعض الجامعات أصبح لديها لهاث للحصول على التصنيفات الدولية وتعتبرها هدفا يجب السعي إليه وقد يكون بعضها مدفوع الثمن أو أن متطلباتها ترهق الجامعات فتنشغل الادارة والعمداء والجهات المعنية في الجامعات وتقتل الوقت بحثا عن هذا التصنيف أو ذاك»، مضيفا أن الجامعة القوية بأبحاثها ومستوى التعليم والتدريس فيها تستطيع أن تبني لنفسها سمعة قوية، وبالتالي ستفرض نفسها على أي تصنيف عالمي ولن تكون منشغلة بالركض وراء الحصول على أي تصنيف، مؤكدا أن نظرة وزارة التعليم العالي نظرة جيدة وسليمة وتوفر على الجامعات الكثير من الوقت والجهد في الحصول على التصنيفات الدولية. ويرى الدكتور عبدالقادر الفنتوخ وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات والتقنية، أن التصنيفات العالمية تساعد الجامعات على تطوير أدائها في بعض الأوجه التي تركز عليها هذه التصنيفات وفي التعرف على بعض أوجه التقدم في الجامعات، لكنها لم تكن ابدا هدفا بحد ذاتها بل تتم الاستفادة من معاييرها متى توافقت مع رؤية وتوجهات وزارة التعليم العالي والجامعات، وقال «بالرغم من الفوائد التي تقدمها هذه التصنيفات إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها منفردة في قياس التقدم لأي جامعة»، مؤكدا أن وزارة التعليم العالي تقدم الدعم الكافي والمتابعة لتطوير الكفاءة الداخلية والخارجية للجامعات السعودية، مشيرا إلى أن الجامعات وضعت الأهداف التنموية الوطنية اساسا لخططها الاستراتيجية وتسعى بدعم مباشر من الوزارة لرفع الجودة في عملياتها التعليمية والبحثية وكذلك المشاركة المجتمعية، وتحث الجامعات إعضاء هيئة التدريس على نشر أبحاثهم في المجلات العلمية المرموقة لرفع جودة البحث العلمي. وأكد أن الاعتمادات المؤسسية والبرامجية العالمية والوطنية للجامعات أكثر أهمية من تصنيفات الجامعات، وقال «هناك خطة استراتيجية طويلة الأمد للتعليم الجامعي بالمملكة توجه وتساعد على قياس التعليم العالي وتقدمه، فيما أسست وزارة التعليم العالي مرصدا يراقب التطور ويقيس مؤشرات التعليم العالي في المملكة»، مضيفا أن التصنيفات العالمية تواجه عملية جدلية لن تنتهي على المدى القصير ولا المتوسط، والوزارة لم تمنع أي جامعة من الدخول في التصنيفات العالمية بل لها الحق في ذلك دون الاخلال بالمعطيات الوطنية، وقد تقدمت بعض الجامعات السعودية بشكل جيد ومميز في معظم هذه التصنيفات. من جانبه قال الدكتور عبدالفتاح المشاط وكيل جامعة الملك عبدالعزيز «التصنيف الدولي أو الخارجي ليس غاية في حد ذاته بالنسبة لنا في الجامعة، وانما هو مؤشر خارجي يقيس أداء الجامعات على حسب المعايير التي تركز علي البحث العلمي والتعليم في المقام الأول والابداع والابتكار في مجال البحث العلمي»، مضيفا أن الحصول على التصنيف الدولي أو العالمي هو انعكاس للجهود التي تبذلها هذه المجالات، ونحن لا نسعى ابدا وراء التصنيفات لذاتها ولا نجعل منها غاية نعمل من أجلها، ولكننا نعمل حسب استراتيجية الجامعة والتصنيف يأتي بالنتيجة، وبالتالي فإن جهودنا لا تنصب على الحصول على التصنيفات الجامعية العالمية، وبين أن الجامعة تدرجت في السنوات الاخيرة في مجال التصنيف تدرجا طبيعيا مقابل الدعم الكبير الذي حظيت به.