برزت أنفاق المقاومة في الحرب الدائرة على غزة، والتي دخلت أسبوعها الثالث، كسلاح ثان بعد الصواريخ التي وصلت لأول مرة إلى المدن البعيدة في إسرائيل مثل القدس وتل أبيب وحيفا، حيث تحولت أرض الأنفاق الهجومية في غزة إلى تهديد حقيقي وواقعي، خاصة بعد البدء بالعملية البرية وتقدم قوات الجيش الاسرائيلي لاجتياح المناطق الحدودية، مما سمح لرجال المقاومة القيام بعمليات التسلل خلف خطوط العدو، حيث تمكن مقاتلون فلسطينيون على مدى الأيام الماضية من تنفيذ عمليات جريئة، تمكنت خلالها حتى الآن من قتل 27 جنديا وإصابة أكثر من ستين وأسر جندي واحد. قوات الاحتلال تدعي أنها تمكنت من تدمير معظم الأنفاق التي حفرتها المقاومة شرق وشمال قطاع غزة، وأن العدد وصل لأكثر من ثلاثين نفقا حتى الآن، مشيرة إلى أن مهمة القضاء على الأنفاق ليست سهلة، بسبب زرع العديد من الانفاق بالمتفجرات، حيث يخشى سلاح الهندسة دخول هذه الأنفاق، خوفا من الوقوع في كمائن تحت الأرض، مؤكدين أن عمليات القصف من الجو هي الأفضل، غير أن بعض الأنفاق يصل عمقها لنحو ثلاثين مترا، ولا تستطيع الصواريخ والقنابل الوصول إليها وتدميرها. مصادر إسرائيلية قالت إن وزير الدفاع الإسرائيلي «موشيه يعلون» يتحسس طريق الخروج «الآمن» من غزة عبر إلقاء بعض التلميحات والإشارات المتعلقة بحاجة قواته لعدة أيام فقط لإنهاء مهمة تدمير أرض الأنفاق. ولكن بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن هناك وزراء آخرين يرون عكس ما يراه يعلون ويطالبونه بالبقاء في غزة ومواصلة القتال مثل عضو الكابينت «غلعاد اردن» الذي قال ردا على تلميحات النجاة التي أطلقها يعلون «يجب دراسة إمكانية بقاء الجيش في أماكن معينة شمال قطاع غزة وحتى يتم تدمير الأنفاق لا فرصة للموافقة على وقف إطلاق النار». ويتساءل مسؤولون اسرائيليون ماذا ستفعل إسرائيل إذا فرض عليها الان اتفاق وقف إطلاق النار؟ حينها قال «يعلون» بأن قواته تحتاج من يومين إلى ثلاثة أيام لإنهاء مهمة تدمير الأنفاق وحين نصل إلى جسر يجب علينا عبوره ولكن القسم الأساسي من الأنفاق سيتم تدميره. وبالإضافة إلى كون الأنفاق وسيلة لتسلل رجال المقاومة خلف العدو، وحتى الوصول إلى البلدات والمستوطنات داخل اسرائيل، مثلما حصل في منطقتي كرم أبو سام وصوفا في رفح، ومستوطنة نير عوز بالقرب من معبر «ايرز» شمال غزة، والتي قتل فيه أرفع ضابط حتى الآن، فإن الأنفاق تعتبر قواعد للصواريخ بعيدة المدى التي تطلق على المدن الإسرائيلية. ولهذا تعتبر إسرائيل الأنفاق السلاح الأقوى والأخطر الذي تستخدمه المقاومة، والذي أوقع أكبر الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.