قال الأخصائي النفسي في مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام خالد منصور آل مريط، إن نحو 2% من الأشخاص مصابون بأفكار وسواسية، الأمر الذي يؤثر بصورة مباشرة على الناحية النفسية لديهم. وأوضح خلال محاضرة بعنوان (الوسواس معاناتي) في الملتقى النفسي الاجتماعي بالقطيف، أن الوسواس يكون قهريا، حيث يظهر بصورة مجموعة من الأفكار الراسخة والتصورات الاندفاعية والمخاوف التي يعيشها الفرد وتستحوذ على تفكيره ولا يمكنه تجاهلها أو التخلص منها على الرغم من إدراكه الكامل بأن تلك الأفكار تصدر منه وتضايقه كثيرا، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية تقدر إجمالي المصابين بالوسواس في العالم بنحو 100 مليون شخص، مبينا أن 31% من مرضى الوسواس يكون في أمور النظافة و42% في أمور الصلاة والطهارة. وأفاد أن اضطرابات الوسواس القهري تظهر عند المريض نتيجة توارد الأفكار في العقل الواعي واللاوعي وعليه تبنى عليها المشاعر من قلق شديد وتوتر وينشأ بعد ذلك السلوك الشخصي الذي مع تكراره تترسخ لديه وتكون المعتقدات جزءا أساسيا من هذا الاضطراب ومنه ولا يستطيع أن يتركها ويكون لها انعكاس على حياته الخاصة وحياة المحيطين به وتصبح عائقا للتكيف بصورة طبيعية مع من حوله. وذكر أن أسباب الوسواس مترابطة مع بعضها البعض وتدرج بين أسباب بيولوجية (جينية) فسيولوجية وكيميائية، نفسية، شخصية وثقافة اجتماعية، كما أن تزامن الجانب الوراثي مع الجانب البيئي يساعد على سرعة حدوث الاضطراب، لافتا إلى أن أنواع الوساوس متعددة وتشمل الوساوس المتعلقة بالسلوك العدواني، والمرتبطة بالتدنيس والقاذورات، والجنسية، والجسمية، والمتنوعة. وعرض آل مريط بعض الدراسات العلمية في الوسواس القهري بينت أن 50% ممن يعانون من الوسواس القهري نتيجة كرب زواجي، فيما أوضحت دراسة أخرى أن من يعانون الوسواس القهري من العوائل ينقلونه بنسبة 15% إلى أولادهم، وهو ينتشر بين الذكور أكثر من الإناث، ويبدأ ظهور الاضطرابات بين فترة المراهقة المبكرة وبين منتصف العشرينات.