آيات القرآن الكريم أكثر من 6230 آية في أكثر من 77000 كلمة مفصلة في 114 سورة ومقسمة على 30 جزءا، ولا أعلم عدد الحروف، والسور منها ما هو مكي أي أنه نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكةالمكرمة قبل هجرته إلى المدينةالمنورة. والمدنية تضم السور الطويلة كما أن آياتها غالبا طويلة، وفيها سورة البقرة التي قيل إن فيها ألف أمر وألف نهي وألف خبر وألف حكم وفيها آية الكرسي التي نزل بها 70 ألف ملك لاشتمالها على وحدانية الله. وفي سورة البقرة آية الدين وهي أطول آية في القرآن الكريم كما أن فيها أن آدم عليه السلام قد جعله الله خليفة في الأرض وجعل ذريته خلائف كما بينه في سورة الأنعام وسورة يونس وسورة فاطر.. وغيرها. وهذه المعلومة غابت عن الدعاة عندما يذكرون الناس بعبادة الله، فهم ينسون أن العبادة توأم الخلافة في الأرض ، وهو معنى بارز في سورة الفاتحة في آية إياك نعبد وإياك نستعين، وهو معنى بارز في قصة سيدنا داود عليه السلام. إذ قال الله له {إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} سورة (ص). وفي البقرة أيضا شرح مفصل عن أمة موسى عليه السلام وكيف انحرفت بتحريف الآيات التوراتية، وتنبيه للدعاة أن لا يشتروا الدنيا بالدين.. وتهديد خاص للعلماء أو المتشبهين بالعلماء مرتين.. مرة لم يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون ومرة لم يكتبون كلاما يدعون أنه من عند الله وما هو من عند الله.. فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كسبت أيديهم، وويل لهم مما يكتبون. وقد ورد لفظ الحق نحو 22 مرة في سورة البقرة.. أي أن هذا القرآن يؤكد ويقرر ويكرر التمسك بالحق والبعد عن الفساد والكذب والباطل والزندقة والنفاق وقلة العقل وينبه مرارا وتكرارا.. أفلا تعقلون ويؤكد تفضيل أولي الألباب على غيرهم.. يؤت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب. وتناقش سورة آل عمران أهل الكتاب وتحاججهم وتطالبهم أن يمعنوا النظر ويشغلوا عقولهم وأن لا يتكلموا إلا بعلم وأن يتجنبوا الجهل.. ويقدم قصة عيسى كمثال على قدرة الخالق سبحانه الذي خلقه الله من غير أب كما خلق الخليفة آدم عليهما السلام من غير أب ولا أم .. ويحاجج المسيحيين واليهود في قضايا القدرة الإلاهية والإيمان بالله.. ثم ينتقل إلى الأمة الجديدة في الدين الختامي وهو الإسلام ويفصل ما حدث لهذه الجماعة الصاعدة ما حدث لها في معركة أحد.. بعد ما كان النصر حليفا لهم .. ثم يرفع المعنى العظيم.. وهو إمعان النظر في الكون المخلوق.. الذي يعلم أولي الألباب بالتفكير العميق أن الله هو خالق السماوات والأرض وهو خالق اختلاف الليل والنهار. وهيهات أن نلخص موضوعات وقضايا ومسائل الكتاب المجيد الحكيم في عمود صحفي ولكن للتذكير فحسب.. لأن قطار الحياة المزعج بحركته وصوته يوشك أن يصل إلى المحطة.. وعندها نلاقي سريع الحساب.. الذي نبهت عليه سورة البقرة وآل عمران.. والمائدة وتفننت سورة الأنعام في آية {أسرع الحاسبين}. السطر الأخير : { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } سورة القمر آية 17.