اتفق وزراء خارجية دول جوار ليبيا في اجتماعهم الذي انعقد بالحمامات في تونس، على تشكيل لجان أمنية وسياسية مشتركة، تتولى الجزائر فيها رئاسة اللجنة الأمنية وتعنى بمتابعة المسائل الأمنية والعسكرية بما فيها مراقبة الحدود والمساعدة على بلورة تصور محدد بتجميع الأسلحة وفق منهج تدريجي للتعامل الجاد مع هذه المسألة التي تهدد أمن واستقرار ليبيا ودول الجوار، وذلك لمساعدة ليبيا على تجاوز الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها. وتتولى مصر رئاسة لجنة سياسية تعنى بالمسائل السياسية بما فيها الاتصال بالقوى السياسية ومكونات المجتمع المدني الليبي. واعتمد وزراء خارجية دول الجوار المقترح الذي قدمته الجزائر والمتضمن ضبط مقاربة تسمح بإرساء حوار يجمع كل الأطراف الليبية، يحقن دماء الليبيين ويحقق الأمن والوفاق الوطني ويعزز دعائم مؤسسات الدولة والحفاظ على سيادتها ووحدة ترابها بعيدا عن أي تدخل أجنبي. وأكد وزراء خارجية دول الجوار على ضرورة القضاء على بؤر الإرهاب في ليبيا باعتبارها «مصدر قلق» لهذا البلد وللدول المجاورة مع دعوة الهيئات الدينية الوسطية للتنسيق في ما بينها «وتحمل مسؤولياتها» في نشر الخطاب الديني المعتدل. وشدد المشاركون على ضرورة احترام وحدة وسيادة التراب الليبي وانتهاج سياسة الحوار بإشراك كل الأطراف السياسية وتجاوز الخلافات وانتهاج مسار توافقي يفضي إلى وقف كل العمليات العسكرية وإحلال الأمن والسلم. وأكد البيان الختامي على ضرورة توفير الشروط والظروف لعقد حوار وطني ومساندة مبادرات التحرك العربي الأفريقي للتعامل بشكل أفضل مع الشأن الليبي. كما أقر الاجتماع تشكيل لجنة سياسية، تتولى مصر تنسيق أشغالها وتعنى بالمسائل السياسية بما فيها الاتصال بالطبقة السياسية ومكونات المجتمع المدني الليبي. وأكد المشاركون على أهمية دور المجلس الوزاري لدول جوار ليبيا باعتباره «الإطار الذي يجمع جهود» هذه الدول للتباحث حول التحديات الناجمة عن الوضع الأمني في ليبيا وضرورة التنسيق والتشاور من أجل ارساء حوار وطني ليبي يحظى بالتوافق بين كل أبناء الشعب الليبي. واشتدت الاشتباكات بين الثوار وقوات الصاعقة المحسوبة على اللواء خليفة حفتر في محاولة لاسترجاع مطار العاصمة طرابلس، كما وجهت قوات الصاعقة هجومها على مستشفى الجلاء الذي تتحصن به كتيبة شهداء 17 فبراير ببنغازي دون التمكن من الاستيلاء عليه. وأشارت مصادر سياسية الى أن معركة مطار طرابلس جرت بين كتائب الصواعق والقعقاع ومقاتلين من قبيلة الزنتان، وغرفة عمليات ثوار ليبيا ودرع ليبيا، لواء الغربية والوسطى، التابعة لقيادة أركان الجيش الليبي. وأكد بيان الحكومة الليبية إن «العمليات العسكرية التي شهدها محيط مطار طرابلس الدولي قادها قادة ميدانيون ينتمون إلى كتائب وقوات قبلية دون أوامر ودون أي غطاء شرعي» في محاولة لاسترجاع المطار. وكانت كتائب قبيلة الزنتان قد عززت مواقعها في العاصمة طرابلس ردا على الهجوم الذي قادته كتائب من الثوار السابقين من مختلف المناطق والقبائل على معسكرات شركائهم في الثورة. من جهة ثانية، انعقد اجتماع تشاوري للمندوبين الدائمين حول ليبيا أمس، بحضور الأمين العام للجامعة العربية والمبعوث العربي إلى ليبيا السفير ناصر القدوة. وقالت مصادر الأمانة العامة: إن القدوة سيطلع الاجتماع على نتائج مهمته الأولى في طرابلس التي استغرقت ثلاثة أيام مطلع الأسبوع الجاري وما تمخض عن اتصالاته مع مختلف الأطراف.