في هذه الايام الكريمات المباركات ونحن نتسنم ذرى المجد.. نستلهم صور البطولة وملاحم الانتصارات العظيمة التي قادها محمد رسول البشرية عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام الذين ضربوا الامثال تلو الامثال على الشجاعة والنبل والتفاني في حب الله . محمد رمز البطولة واليقين والمحبة والبركة : ولعلنا وفي هذه الايام المفضية الى انتشار الفوضى واضطراب الامور واهتزاز الثقة واليقين وامام سيل الشائعات المغرضة والافتراءات الاثيمة التي عريت تماما عن اي وجه من وجوه الحق واخذت تطل برأسها الخبيث.. وهذا شأنها في اوقات الازمات والفتن حينما يكون السبيل الى الوقوف في وجه هذه الاباطيل.. حينها تكون الامة في امس الحاجة الى توحيد الكلمة واتحاد الصف وضبط الامن.. لنقف في وجه التشرذم والتمزق امام فوضى اللااخلاق وامام طغيان المصلحة الذاتية من شذاذ الافاق الذين يودون ان يهدموا كل اهرامات العظمة وكل صيغ التعايش الكريم.. من هنا فاننا نهرب ونفر الى الملجأ الامن والى مخزوننا من الطاقة الايمانية ولعل ذروة ذلك وقمته محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والذي يأبى ان يكون الا هو الرجل الذي اختاره ربه وادبه واحسن تأديبه.. وكفاه شر المستهزئين.. (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين).. (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) .. ولكي اقرب الصورة وكيما يجد طلاب المعرفة وروادها من ابنائنا وخاصة الشباب.. ومن اجل ان نسيجهم والنشء الجديد من كل الافتراءات التي يعمد اليها بعض هلامات البشر من سقط المتاع.. فاننا نسوق في هذا الشهر المبارك اكثر من حلقة وباسلوب وشهد شاهد من اهلها.. وهي شهادات وبكل امانة وتجرد تأتي امينة وصادقة توافق النهج القرآني الكريم وتقر واقعا ملموسا نحاول جاهدين اقتطاف اليسير من هذه الاقوال لضيق المساحة. ول ديورانت مؤلف كتاب قصة الحضارة القرآن يبعث في النفوس أسهل العقائد، وأقلها غموضا، وأبعدها عن التقيد بالمراسم والطقوس، وأكثرها تحررا من الوثنية. مهاتما غاندي الزعيم الهندي «أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة». ساروجنى ندو شاعرة الهند «يعتبر الإسلام أول الأديان مناديا ومطبقا للديمقراطية، وتبدأ هذه الديمقراطية في المسجد خمس مرات في اليوم الواحد عندما ينادى للصلاة، ويسجد القروي والملك جنبا لجنب اعترافا بأن الله أكبر.. ما أدهشني هو هذه الوحدة غير القابلة للتقسيم والتي جعلت من كل رجل بشكل تلقائي أخا للآخر». جورج ويلز الاديب البريطاني يقول في كتابه معالم تاريخ الانسانية.. ان من ارفع الادلة على صدق محمد كون اهله واقرب الناس اليه يؤمنون به.. فقد كانوا مطلعين على اسراره ولو شكوا في صدقه لما امنوا به.. حج محمد صلى الله عليه وسلم حجة الوداع من المدينة الى مكة قبل وفاته بعام وعند ذلك القى على شعبه موعظة عظيمة.. ان اول فقرة فيها تجرف امامها كل ما بين المسلمين من نهب وسلب ومن ثارات ودماء.. وتجعل الفقرة الاخيرة منها الزنجي المؤمن عدلا للخليفة.. انها اسست فى العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم.. وانها لتنفخ في الناس روح الكرم والسماحة كما انها انسانية السمة ممكنة التنفيذ .. فانها خلقت جماعة انسانية يقل فيها مما يغمر الدنيا من قسوة وظلم اجتماعي عما في اي جماعة اخرى سبقتها. هذه هي شهادات موثقة صادرة عن محض قناعة ذاتية دونما ان تخضع لأي ضغوط خارجية وانما هي أمانة الفكر وحسبي الله ونعم الوكيل.