يظل جبل الرماة رمزا من الرموز الإسلامية العظيمة التي لا تنسى، إذ هو أحد أركان معركة أحد التي وقعت في السنة الثالثة الهجرية، والتي اعتبر بعض المؤرخين نتيجة المعركة متأرجحة إذ كانت الغلبة في بادئ الأمر للمسلمين ولكن بعد نزول الصحابة من جبل الرماة أصيب وقتل عدد منهم. يقع جبل الرماة في الجهة الجنوبية الغربية من جبل أحد وسمي بذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع الرماة عليه في معركة أحد ليحموا ظهور المسلمين في الغزوة ويمنعوا تسلل المشركين. وتضاءل جبل الرماة ولم يبق على حجمه لأسباب منها تحسين المنطقة المحيطة بالجبل، وهذا الجبل يعد من أهم المواقع التاريخية لما له من ظلال تاريخية ومكانة عظيمة في نفوس المسلمين، حيث يضم ثراه أكثر من 70 شهيدا من شهداء تلك المعركة وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهم حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء، ومصعب بن عمير أول داعية بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، وحنظلة بن عامر، وفيهم أيضا عبد الله بن جحش، وشماس بن عثمان، وعقيل أبن أبي أمية رضى الله عنهم أجمعين- ويحرص زوار المدينة النبوية على زيارة هذا الموقع التاريخي، فمنذ الصباح الباكر وبعد طلوع الشمس مباشرة يتوافد للموقع المئات من النساء والرجال والأطفال قادمين من شتى بقاع الأرض، يحملون في أذهانهم صورا تخيلية عن هذا الموقع وعن كيفية الحدث العظيم الذي وقع فيه يملؤهم الشوق واللهفة لمطابقة ما اكتسبوه من معلومات تعلموها في المدارس، أو كانت محاور قصص استمعوا إليها بما يحمله الموقع الجغرافي من تشكيل، فبمجرد نزولهم من الحافلات يتجدد النشاط بفرحة الوصول فتشرق الوجوه بالابتسامات.