اوضح أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس أنه مر على ظهور ماء زمزم نحو 40 قرنا من الزمن حسب المصادر التاريخية حين ظهورها لسقيا سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام فجرها له روح القدس. وبين أن بئر زمزم تقع بالقرب من الكعبة المشرفة وعمقها 30 مترا، ولكن فتحة البئر الآن واقعة تحت سطح المطاف على عمق 1.56 متر، وفي أرض المطاف خلف المقام إلى اليسار وأنت تنظر إلى الكعبة المشرفة، مشيرا إلى أن البئر تنقسم إلى قسمين جزء منه مبني عمقه 12.80 متر عن فتحة البئر والثاني جزء منقور من الصخر وطوله 17.20 متر وبهذا يكون عمق البئر 30 مترا، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر نحو أربعة أمتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 مترا ومن العيون إلى قعر البئر 17 مترا وقطر البئر يختلف باختلاف العمق وهو يتراوح بين 1.5 متر و 2.5 متر، وهذا موضح بالتفصيل في كتاب المهندس يحيى كوشك. وزاد الدكتور الدهاس أنه في حجة الوداع مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بئر زمزم وكانت السقاية إلى العباس رضي الله عنه، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو كبير مملوء من زمزم فتوضأ دون أن ينزع بنفسه عليه الصلاة والسلام، تاركا ذلك لأصحاب الحق في السقاية وقال «انزعوا يا بني عبدالمطلب فلولا إن تغلبوا عليها لنزعت معكم، ويقصد أن نزع ماء زمزم من البئر وإعطاءه الحجاج حق لهم وحدهم دون غيرهم، فلهذا لم ينزع بيده لئلا يتزاحموا على البئر، ويسقي كل منهم نفسه، ويغلب أولاد عبدالمطلب في ما هو حق لهم وخاص بهم، مع أن رسول الله ابن عبدالله بن عبدالمطلب، ولكنه مع هذا لم ينزع الماء بيده لئلا يتخذ المسلمون عمله أسوة حسنة فينافسون أصحاب الحق حقهم»، مشيرا إلى أنه كان ينزع الماء من البئر ويصب في أحواض وقد تعددت هذه الأحواض وكانت توجد قبتان، الأولى على البئر ويليها قبة الشراب المنسوبة إلى العباس رضي الله عنه وكان يجعل فيها قلالا يسمونها «الدوارق» وكل دورق له مقبض واحد ويترك بها الزمزم ليبرد فيشربه الناس، وبها اختزان المصاحف الكريمة والكتب التي للحرم الشريف وبها خزانة تحتوي على تابوت مبسوط متسع فيه مصحف كريم بخط زيد بن ثابت رضي الله عنه منتسخ سنة 18 من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أستاذ التاريخ إن العيون التي تغذي بئر زمزم فهي ثلاث عيون: عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء جبل أبى قبيس والصفا، وعين حذاء المروة، هذا هو التحديد القديم لعيون زمزم في القرن الثالث وما قبله، أما التحديد الحديث للبئر والذي تم سنة 1400ه فهو المصدر الرئيسي فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه ركن الكعبة الغربي.