خلال مكالمة هاتفية مع معالي الشيخ جميل الحجيلان وهو أشهر من أن يعرف .. جرى الحديث عن تفاصيل بعض تلك الموضوعات فقال لي : يمكن الدكتور عبد الرحمن الشبيلي يفيدك في هذا الموضوع فما كان مني إلا أن اتصلت بأخي الحبيب الدكتور عبدالرحمن الشبيلي أسأله فرد علي قائلا : والله لم أدرك هذا الموضوع ولا أستطيع أن أجيبك بمجرد الظن. فشكرت له هذه الصراحة مع التقدير لمكانته وقامته الإعلامية. وفي الأيام الأخيرة تفضل أخي الدكتور سهيل حسن قاضي وأهداني نسخة من كتاب أصدره الدكتور عبدالرحمن الشبيلي بعنوان : ( سياسيون حول الملك عبد العزيز ). وقد اشتمل الكتاب على معلومات قيمة قل من يعرفها خاصة أن معظم من ذكرهم الدكتور الشبيلي هم من السياسيين الذين كانوا حول الملك عبد العزيز في الرياض . في حين أن إدارة الدولة وكيانها العام كان تحت إدارة نائب الملك في الحجاز صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز. الدكتور الشبيلي قال في كتابه : استقطب الملك عبد العزيز عناصر ساعدت في التحديث، من ذوي الحصيلة المعرفية واللغات والخبرة السياسية، ممن كانوا على معرفة به خلال تواجده بالكويت أو ممن كانوا يعملون مع الأتراك في إدارة إقليم الأحساء والقطيف أو ممن كانت لهم خبرة في مملكة الهاشميين في الحجاز، وكان من ثمار تكوين الديوان السلطاني تأسيس «المختبر» السياسي الكبير الذي كانت الشعبة السياسية ومجلس المستشارين وديوان البرقيات أبرز أعمدته. تأسست الشعبة السياسية في الديوان الملكي في أواخر العشرينات الميلادية، وليدة الحاجة إلى جهاز يساعد في التعامل مع بحر من الوثائق والمراسلات والاتفاقيات، وصارت بمثابة وزارة خارجية مصغرة متنقلة معه في حله وترحاله، كما كانت تقدم الإسناد الإداري والفني والفهرسة لمجلس المستشارين، ثم قامت إلى جنبها فيما بعد وحدة لمتابعة الأخبار ورصد ما ينشر في الصحف الخارجية، وتلقي ما يرد من تقارير إعلامية. أما مجلس المستشارين وهو أحد ابتكاراته الإدارية النابهة، فكان مجلسا حقيقيا يضم كل من اكتسب هذه الصفة ممن استقطبهم من السعوديين ومن نخبة من العراقيين والليبيين والمصريين والسوريين والفلسطينيين واللبنانيين وهم على سبيل المثال : الأمير عبد الله بن عبد الرحمن، وأحمد الثنيان وعبدالله الدملوجي وابراهيم المعمر وخالد السديري وحمزة غوث ويوسف ياسين وحافظ وهبة ورشيد ملحس وفؤاد حمزة وخالد الحكيم وخالد القرقني ورشيد عالي الكيلاني وبشير السعداوي وغيرهم، وكان الملك يلتقيهم مرتين يوميا، وربما زارهم في مجلسهم المجاور لمجلسه، يستشيرهم ويناقشهم ثم يقرر ما يراه، وقد لازمه هذا المجلس طيلة فترة حكمه. التحية لأخي الدكتور عبد الرحمن الشبيلي لما أثرى به المكتبة العربية والشكر لأخي الدكتور سهيل قاضي على تفضله بإهدائي الكتاب. السطر الأخير : قال أحمد شوقي : إن الأمور همة ... ليس الأمور ثرثرة.