أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أن تعاون دول المنطقة فيما بينها كفيل بالحفاظ على أمنها. وقال عقب مباحثات أمس في باريس ضمت كلا من وزراء خارجية أمريكا جون كيري، الإمارات عبد الله بن زايد، والأردن ناصر جودة «أعتقد أنه عبر التعاون بين الدول آمل ان يكون بمقدورنا التأثير على الوضع في الشرق الأوسط». واضاف، أن المباحثات تناولت قضايا ذات أهمية بالغة بالنسبة لدولنا. فيما أكد كيري أن تهديد ما يسمى «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لا يقتصر على العراق فقط، بل يمتد الى المنطقة، وفق مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الامريكية. وأبلغ كيري وزراء الخارجية بنتائج زيارته الاسبوع الحالي الى بغداد واربيل، إذ دعا القيادات العراقية إلى الوحدة في مواجهة خطر انقسام البلاد. واضاف المسؤول الامريكي، أن الوزراء عبروا عن قلقهم لعدم وجود حكومة جامعة في العراق وعن ضرورة ان يتغير ذلك. وشكر كيري وزراء الخارجية لمجيئهم للبحث في عدد من القضايا الحساسة في السفارة الامريكية في باريس. وناقش الوزراء خلال جلسة استمرت 90 دقيقة الأزمة السورية. وردا على سؤال حول ما ان كانت المناقشات تطرقت إلى احتمال شن الولايات المتحدة غارات جوية ضد داعش، اوضح مسؤول آخر في الخارجية الامريكية أن كيري ابلغ الوزراء ان واشنطن «تعمل الآن على النظر في اهداف محتملة، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتخذ اي قرار حول القيام بتحرك عسكري». ويزور كيري، اليوم، المملكة، لإجراء مباحثات تفصيلية مع الأمير سعود الفيصل، تتركز على المستجدات على الساحة العراقية وسبل إيجاد حل للأزمة في ظل إصرار نوري المالكي التمسك بالسلطة ورفضه تشكيل حكومة وحدة وطنية، واستمرار المليشيات الطائفية في ارتكاب المجازر ضد مكونات المجتع العراقي، فضلا عن مناقشة مأساة الشعب السوري مع انسداد أفق الحل بسبب تعنت النظام السوري الذي يستخدم آلة القتل والبطش ضد الشعب السوري. وأوضح مصدر في الخارجية الأمريكية (رفض الكشف عن اسمه) ل«عكاظ» أن كيري سيبحث مع كبار المسؤولين في المملكة القضايا الإقليمية والوضع في العراق وكيفية مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على العراق، مؤكدا حرص واشنطن على التشاور مع المملكة في كل القضايا التي تهم المنطقة وإيجاد حلول لقضايا المنطقة. باعتبار أن المملكة شريك وحليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة. من جهتها، أشارت مصادر دبلوماسية أمريكية، أن كيري سيوجز للأمير سعود الفيصل نتائج لقاءاته التي أجراها في العراق، مؤكدة أن واشنطن والرياض تؤيدان سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق والعمل من أجل أجل إعادة الاستقرار والأمن والحفاظ على وحدة وسيادة العراق. وأكدت المصادر أن زيارة كيري ستكون فرصة لتعزيز العلاقات السعودية الأمريكية في جميع الميادين السياسية والاقتصادية. من جهته، حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، القادة العراقيين على الوحدة في مواجهة (تهديد الوجود) الذي يشكله هجوم الجماعات المسلحة. والتقى هيغ خلال زيارته إلى بغداد أمس، رئيس الوزراء نوري المالكي وقادة آخرين. وقال إن العامل الأساس الذي سيحدد ما إذا كان العراق قادرا أم لا على النهوض بالتحدي هو الوحدة السياسية. وأكد أن الأولوية يجب ان تكون تشكيل حكومة تجمع كل الطوائف بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة. وأضاف أن العراق يواجه تهديدا في وجوده وسط تداعيات كبيرة للاستقرار والحرية.