أقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمرة الاولى الخميس بأن العمليات العسكرية ضد المسلحين المتمردين يجب ان تترافق مع حل سياسي في البلاد، في وقت يستعد البرلمان الجديد لعقد اولى جلساته يوم الثلثاء المقبل. في هذا الوقت، واصلت القوات الحكومية صد هجمات للمسلحين استهدفت مدينة حديثة في غرب العراق ومصفاة بيجي في شماله، فيما قامت قوات خاصة بعملية إنزال في جامعة تكريت (160 كلم شمال بغداد) واشتبكت مع مسلحين فيها قبل ان تسيطر على الجامعة. ويشن مسلحون من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وتنظيمات متطرفة اخرى هجوماً منذ أكثر من اسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدناً رئيسية بينها الموصل وتكريت. واكد أن "داعش اقوى التنظيمات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسورية، عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية". وللمرة الاولى منذ بدء هذا الهجوم، اقر المالكي بأن "الحل السياسي اساسي للانتصار على المسلحين"، قائلاً خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بغداد الخميس "لا بد من المضي في مسارين متوازيين الاول العمل الميداني والعمليات العسكرية ضد الارهابيين وتجمعاتهم". واضاف بحسب ما جاء في بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء ان الحل "الثاني متابعة المسار السياسي وعقد اجتماع مجلس النواب في موعده المحدد وانتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة"، مشدداً على ان "المضي قدماً في هذين المسارين هو الذي سيلحق الهزيمة بالارهابيين". وبعد ايام قليلة من زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى بغداد، استهل نظيره البريطاني وليام هيغ زيارة مفاجئة مماثلة بلقاء المالكي على ان يجتمع بمسؤولين آخرين في العاصمة العراقية. وقال الوزير البريطاني في بيان ان الهجوم الذي تتعرض له البلاد يمثل "خطراً يهدد بالقضاء على استقرار العراق ووحدة اراضيه"، وان "العراق يواجه تهديدا في وجوده وسط تداعيات كبيرة للاستقرار والحرية في هذا البلد"، مشددا على ان "العامل الوحيد الاكثر اهمية الذي يحدد ما اذا كان العراق سيتغلب على هذا التحدي هو الوحدة السياسية". ميدانياً، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على جامعة تكريت الواقعة في شمال المدينة الخاضعة لسيطرة مسلحين متطرفين بعد عملية انزال قامت بها قوات خاصة اعقبتها اشتباكات، بحسب ما افادت مصادر مسؤولة. واكد ضابط رفيع المستوى في الجيش من قيادة عمليات صلاح الدين ان "تحرير جامعة تكريت يعد منطلقا اساسياً لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت"، فيما قال مسؤول امني في الجامعة ان عدد افراد قوات النخبة الذين شاركوا في العملية يبلغ نحو 50 عنصراً.