حالت ندرة الملاعب الرياضية في حارات جدة ومكة المكرمة دون بروز نجوم واعدين ينتظرهم مستقبل مشرق في عالم المستديرة، حيث اكتفوا بتفريغ طاقاتهم ومواهبهم في اللعبة الشعبية الأولى على ملاعب ترابية تنذرهم بما هو أسوأ في قادم الأيام لا سيما أنها تسبب عدة أمراض مزمنة مثل الربو والحساسية وغيرها، علاوة على تسببها في إصابات بالغة قد تتفاقم نظرا لغياب الإسعافات الأولية أو المتخصصين في إسعاف الحالات الحرجة، إلا أن كل ذلك لم يكن عائقا أمام هؤلاء الشباب الذي شكلوا بجهود ذاتية مئات الفرق التي تسعى لإثبات وجودها مبتدئة بما يسمى ب(دوري الحواري)، ولعل أبرز فريقين في حواري جدة أكاديمية قطر وأكاديمية الفيصلية ويضمان أكثر من 80 لاعبا من أبناء حي الفيصلية بجدة بجهاز إداري بسيط وإمكانات ضعيفة. يقول مدرب الفريق الأول ومشرف البراعم في فريق أكاديمية الفيصلية محمد نعام، بدأ المشروع الرياضي الترفيهي من شباب حي الفيصلية، حيث قمنا باختيار أرض خالية في الحي وبجهود ذاتية قمنا بوضع الإنارة وتحديد الملعب ووضع المرمى، وبعد التمارين والخطط تمكن الفريق من إحراز عدد من البطولات في دوريات الحارات، مما شجعنا للارتقاء بالفريق وطلب ملعب مخصص في الحي، خاصة أن ملعبنا ترابي ومليء بالحصى، نلعب كل يوم على رائحة الكربون المنبعثة من الشاحنات. وبين إداري الفريق صالح العزيز، أنهم توجهوا إلى رعاية الشباب ولكن فوجئوا بشروطهم التعجيزية التي حالت دون الاعتراف بهم حتى يتم التخاطب مع الأمانة لتوفير ملعب لهم بشكل رسمي، وتمت مخاطبة مراكز الأحياء وعمدة الحي إلا أن كل ذلك لم يجدي نفعا، والآن مالك الأرض التي عليها ملعبنا يقيم مشروعا فيها وما هي إلا شهور وسنضطر بعدها لاستئجار ملعب للفريق الأول بقيمة 400 ريال في اليوم وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لنا، خاصة أن معظمنا طلاب والموظفين رواتبهم لا تتجاوز 4 آلاف، أما بالنسبة للبراعم سيعودون للعب في أزقة الشوارع، مؤكدا أن الهدف من الفريق هو تحقيق البطولات لحي الفيصلية، ووسيلة لترفيه شبابه، وليس هناك أي غرض ربحي فكل إنجازات الفريق ذاتية ووصلت تكلفتها إلى 22 ألف ريال، وأرجوا من رعاية الشباب تفعيل دورها الحقيقي وتطبيق مسماها في رعاية الشباب فنحن الجيل المقبل. وتحدث مدرب فريق أكاديمية قطر سعود القطري، أن فريقه مكون من 40 لاعبا يجمعهم حب كرة القدم، وأكبر عائق بالنسبة لهم هو الملعب الترابي والحصى الذي راح ضحيته عشرات الشباب أثناء الاحتكاك في المباريات، كما أن كمية الأتربة التي يستنشقها اللاعبون تسبب لهم الربو ولكن ليس هناك حل، فالملعب المتوفر الوحيد في الحي هو 6*6 من الأسفلت في إحدى الحدائق التي تتجمع فيها العائلات، وغير مناسب أبدا للعب فهو مخصص للأطفال الصغار، وفي أثناء الحوار مع مدرب الفريق أصيب أحد اللاعبين أثناء محاولته الارتقاء وتسديد الكرة برأسه، حيث وقع على يده مما أدى إلى كسر مضاعف، وهرع زملاؤه لإسعافه بسيارة صغيرة إلى أقرب مستوصف لهم، وعلق القطري قائلا: يتعرض الشباب لكثير من الإصابات، وتم استدعاء الهلال الأحمر ذات مرة ولكنه تأخر بسبب زحمة الطريق المؤدي إلى الملعب، وينبغي على الهلال الأحمر أن يضع إسعافا عند كل ملعب ترابي يتجاوز عدد أفراده 40 لاعبا، وللعلم فإن تكلفة علاج اللاعب من جيوبنا لأن أقرب مستوصف لنا غير حكومي.