أعادت حادثة قتل المبتعثة ناهد المانع في بريطانيا النقاش من جديد حول الدور المنتظر من الملحقيات الثقافية في الخارج، ومساهمتها في حماية المبتعثين والمبتعثات في مختلف الجامعات والمعاهد المنتشرة في العواصم والمدن العربية والعالمية، واضطلاعها بأدوار غير تقليدية حسب ما هو معمول به حاليا. لا شك بأن الملحقيات الثقافية التي تشرف على أكثر من 170 ألف مبتعث ومبتعثة، تعمل على إنهاء إجراءات الطلاب والطالبات، وتقوم بدورها التعليمي كإجراءات روتينية معتادة هي من أساسيات عملها، إضافة إلى مشاركات عامة لا تعكس واقع المجتمع السعودي وثقافته المنفتحة على الآخرين، ولا تمكن أبناءنا وبناتنا من فهم ثقافة المجتمعات الأخرى. الدور المنتظر من وزارة التعليم العالي أكبر مما هو متبع حاليا، بدءا من تثقيفهم قبل ابتعاثهم، وتهيئتهم لخوض غمار المسيرة التعليمية من خلال الجامعات في المدن والأرياف، إلى حين عودتهم إلى أرض الوطن سالمين غانمين. وتحقيق هذا المطلب يحتاج بلا شك إلى تغيير آلية العمل والتفكير في هذه الملحقيات الثقافية، وأن تتخلى عن دورها الروتيني، وتضطلع بمسؤولياتها في تثقيف المبتعثين والمبتعثات، ووضعهم في صورة الأوضاع الأمنية لكل دولة ومدينة، وشرح الاحتياطات التي يجب اتخاذها حسب طبيعة كل مجتمع، ليكونوا في مأمن من غدر المجرمين والمتطرفين. المبادرات التي تطلقها الملحقيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتجنب المخاطر لا تكفي، الأمر الذي يتطلب تحركا عاجلا من وزارة التعليم العالي، يرتكز على إعادة النظر في آلية العمل واعتماد إجراءات غير مسبوقة تضمن المحافظة على المبتعثين وتكفل عودتهم إلى أرض الوطن سالمين متسلحين بالعلم والمعرفة.