واجه عبداللطيف الحازمي الذي يعمل في محل لنسخ المفاتيح في حي العتيبية في مكةالمكرمة العديد من المواقف المحرجة والمرعبة على مدى 30 عاما قضاها في ذلك المتجر، مؤكدا أنه لولا خوفه من الله لانساق لتلبية طلبات بعض ضعاف النفوس في ظل المغريات التي تقدم له. ولا ينسى الحازمي المرأة الآسيوية التي حضرت إليه معها قطعة صابون طبعت عليها نسخة من مفتاح حديد تريده أن يصنع لها نسخة مما هو مطبوع على قطعة الصابون، مشيرا إلى أنه فهم مغزاها، فحاول إضاعة الوقت ليتمكن من إيلاغ مركز الشرطة، إلا أنها تنبهت للأمر وسرعان ما اختفت عن الأنظار. وذكر الحازمي أن أحد الشبان جاء بخزنة حديدية كبيرة ضاع مفتاحها ويرغب بفتحها للحصول على أغراض تخص أسرته، وفتح الخزنة بعد مطابقة خطاب مركز الشرطة على فتحها، وتوقيع الشاب على الخطاب نفسه باستلامه كل ما تحتويه الخزنة من ذهب و مجوهرات، وبعد أن غادر الشاب المحل متوجها إلى منزله، جلس الحازمي يعاين الخزينة لتركيب قفل جديد بدلا عن التالف وأثناء ذلك اكتشف أن في داخل الخزنة خزينة داخلية ملحقة بها. وقال الحازمي «ذهلت حين فتحت الخزنة الملحقة، إذ رأيت رزما من النقود الورقية فئة 500 ريال مرصوصة بطريقة احترافية، وجلست في حيرة من أمري، وتساءلت حول الأسباب التي منعت الشاب من اخذ بقية المال الذي تبين فيما بعد أنه يزيد على نصف مليون ريال»، مشيرا إلى أنه صنع للخزينة قفلا جديدا واغلقها جيدا، ودخل في حالة من التفكير حتى تلقى اتصالا من والد الشاب يطلب منه سرعة التوجه للمحل وفتح الخزنة مرة أخرى. وأضاف «حين وصل طمأنته على الفور بأني عثرت على المبلغ وهو في الحفظ والصون، فما كان من صاحب الخزنة إلا أن احتضنني وأخذ يقبل رأسي بشكل هستيري وأخبرته أن من يعمل في هذا المجال لا بد أن يتصف بالأمانة ويتمتع بالحس الأمني»، معربا عن اعتزازه بخدمة الوطن والاسهام في فتح الخزائن الموصودة في الدوائر الحكومية، كان آخرها بلدية العتيبية الفرعية التي طلبت منه فتح إحدى خزائنها، ملمحا إلى أنه وفق في المهمة ومنحه رئيس البلدية شهادة شكر على ذلك ولم يتقاض نظير عمله أي مبلغ. وسرد قصة عاملين آسيويين حضرا إليه حاملين معهما قفلا لخزنة حديدية يريدان نسخ مفتاح لها وعند معاينتها لاحظ آثار طرق حول قلب القفل، لافتا إلى أنه فهم مغزى الآسيويين ومن حسن حظه أن ابنه كان معه فطلب منه إغلاق المحل على اللصين، واتصل بالشرطة التي حضرت سريعا وقبضت عليهما وبالتحقيق معهما اعترفا أن القفل كان يخص خزنة كفيلهما وخططا لسرقتها عبر نسخ مفتاح لها. وطالب الحازمي معاهد التدريب المهني بالاهتمام بتدريس وتدريب علوم الاقفال الحديدية والمفاتيح، خصوصا أن هذه المهنة ينتظرها مستقبل واعد، واصفا مفاتيح أبواب السيارات بالاكثر تعقيدا خصوصا الالكتروني منها، لافتا إلى أنه من أوائل من استخدم أجهزة نسخ المفاتيح الالكترونية رغم عدم إجادته اللغة الانجليزية. وأفاد عبداللطيف أن أحد أبنائه تعلم أسرار المهنة و تشرب خفاياها. وأبدى الحازمي استعداده لتدريب الشباب السعودي الطموح في مجال صناعة المفاتيح دون أي مقابل مادي حبا لهذا الوطن المعطاء. وانتقد الحازمي سيطرة العمالة الوافدة على سوق نسخ المفاتيح في مكةالمكرمة، مشيرا إلى أنها تزيد على 50 محلا ولا تبلغ نسبة السعودة فيها سوى 5%.