يقف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية مساء اليوم، على مشروع محطة الركاب التابعة لمشروع قطار الحرمين الشريفين السريع ومرافقها للاطلاع عن كثب على سير العمل بالمشروع وما تم إنجازه من أعمال. وتقع محطة القطار على المدخل الرئيس للقادم من جدة عبر الطريق الدائري الثالث في حي الرصيفة بمكةالمكرمة، على بعد نحو 3 كم عن الحرم المكي، وتقام على مساحة إجمالية قدرها 447600 م2، وتحتوي على مرافق وخدمات للركاب مصممة وفق أفضل المعايير العالمية لمحطات القطارات السريعة وتشمل: مبنى المحطة الرئيسة الذي يحتوي على صالة للقدوم وأخرى للمغادرة، بالاضافة الى مسجد يتسع ل600 مصل، ومركز للدفاع المدني، ومهبط للطائرات المروحية، و10 أرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب، ومواقف السيارات (5000 موقف)، وصالات لكبار الشخصيات، كما تم ربط المحطة بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات، فضلا عن ربطها بممر مشاة مع محطة القطار الخفيف الذي تزمع تطويره شركة أم القرى على طريق الملك عبدالعزيز. ويعتبر مشروع قطار الحرمين الذي تمت ترسيته عام 2009م بتكلفة تجاوزت الستة مليارات ونصف، ومن المقرر أن يتم تشغيله العام المقبل (2015م)، من المشروعات الايجابية لمنطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث يساهم حال الانتهاء منه في نقل الحجاج والمعتمرين، وكذلك المواطنين والمقيمين مرورا بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، وبجدة عبر محطتين الأولى في مطار الملك عبدالعزيز الدولي وبإدارة خاصة من هيئة الطيران المدني داخل المطار، والأخرى على طريق الحرمين. ويربط قطار الحرمين المدينتين المقدستين مرورا بمدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، بخط حديدي مكهرب بطول 450 كم والاعتماد في تشغيله على توريد 35 قطارا كهربائيا سريعا وأنظمة إشارات واتصالات حديثة، وتبعد المسافة بين محطتي مكةالمكرمةوجدة نحو 77 كلم، وبين مكةالمكرمة ورابغ 188 كلم، فيما تبلغ المسافة بين محطتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة 450 كلم، ومن المتوقع أن يكون عدد الرحلات التي سوف يتم تسييرها في الساعة الواحدة خارج موسم الحج بواقع 7 قطارات بين مكةوجدة وقطارين بين مكة والمدينة، بعدد إجمالي يصل الى 36 قطارا يوميا بين محطتي مكة والمدينة مرورا بالمحطات الأخرى. ويتكون المشروع من مرحلتين، الأولى تنقسم إلى جزءين الأول يتعلق بالأعمال المدنية (الترابية والجسور والعبارات والتقاطعات وأعمال الحماية وأسوار حرم الطريق للمسار بطول يصل إلى 449 كم حيث تم البدء في هذا الجزء في أبريل 2009م، أما الجزء الثاني فيشمل تصميم المحطات الأربع على أسس نموذجية وممنهجة لتمكين تسليم المباني بسرعة وجودة عالية وفي الوقت نفسه تعزيز خبرات المسافرين. وتعتبر أعمال المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين السريع الذي من المقرر بمشيئة الله تعالى أن يكون متوسط سرعته (300) كم في الساعة، الأصعب والأدق مقارنة بالمراحل السابقة حيث إنها تشمل تنفيذ الخط الحديدي البالغ طوله (450) كلم وتصنيع وتوريد المعدات وأنظمة الاتصالات والإشارات وكهربة الخط وتوريد أسطول النقل الذي يتكون من (35) قطارا سريعا و(385) عربة وتشغيل وصيانة المشروع لمدة (12) سنة، كما تشمل إنشاء مركز تدريب متخصص بهدف توطين هذه الصناعة، مع الأخذ في الاعتبار كثافة التشغيل المتوقعة وتدفق حركة القطارات خصوصا في مواسم الحج والعمرة مما يتطلب وضع مواصفات فنية عالية الجودة تضمن سلامة التشغيل وسرعة التنفيذ. هذا وقد تم تسليم مقاول المرحلة الثانية أكثر من 270 كلم، من المنطقتين الخامسة والسادسة للمشروع، حيث أطلق وزير النقل ورئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة الصريصري في وقت سابق أول معدة تسير على الخط الحديدي وتقوم بتثبيت القضبان وتسويتها ودك العوارض الأسمنتية على المسار، من المقرر وصول أول دفعة من القطارات ليتم تجميعها وتركيبها والبدء في عمليات اختبارها وتشغيلها تجريبيا والتأكد من كفاءة أنظمة التشغيل والتحكم والمراقبة الآلية التي يتم العمل على تهيئتها تمهيدا لمرحلة التشغيل في وقت قريب.