أكدت ندوة «صحيفة المدينة وفن بناء الدولة» في توصياتها، التي أعلنت أمس في قسنطينة الجزائرية، أن الصحيفة (كانت في العام الأول للهجرة) وثيقة من أهم وثائق إنشاء الدولة الإسلامية، وسبقت الوثائق الدستورية الحديثة، وتمثل سبقا تاريخيا لوثائق إقامة الدول وإصدار دساتيرها. ورأت الندوة، أن الصحيفة أرست مبادئ دستورية رائعة، وجمعت قبائل وبطون المدينة من مسلمين ويهود ووثنيين في إطار واحد وفي مكان واحد، وأعطت درسا في إصدار وثائق إنشاء الدول، وضرورة مشاركة جميع المواطنين في إصدارها وعدم تهميش أي فصيل من فصائل شعب الدولة، حيث ساوى الرسول صلى الله عليه وسلم بين سكان المدينة ليس في التمثيل فحسب بل في مجموعة الحقوق والواجبات التي أقرها. وأوضحت الندوة، أن الصحيفة شملت منظومة الحقوق والحريات المعروفة دستوريا في العصور الحديثة، وقررتها تفصيليا لكل فصائل سكان المدينة، وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم طريقة إعداد هذه الوثائق الدستورية من حيث تمثيل فصائل المجتمع، وتقرير المساواة بين سكان المدينة، وتقرير جملة الحقوق والحريات للجميع. وأكدت توصيات الندوة، على ضرورة الاهتمام بدراسة الوثائق التي صدرت في مختلف العصور الإسلامية والنظر فيها؛ لاشتمالها على مبادئ تقرر الأمان لمختلف الشعوب، وتتضمن مبادئ السلام ونبذ العدوان، التي جاء بها الإسلام قبل غيره بمئات السنين. الندوة عقدت برئاسة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بتنظيم من رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بالجزائر.