أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، أن «وثيقة المدينة» في العهد النبوي أرشدت إلى كيفية إنشاء الدول وإقامة العقد الاجتماعي بين مختلف أطياف من يوجدون في الدولة، لتكوين البناء الأساسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي للدولة. وطالب التركي، في افتتاحه ندوة «صحيفة المدينة وفن بناء الدولة»، التي تنظمها مدينة قسنطينة الجزائرية، جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية، بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية، استلهام روح الوثيقة ونصوصها المختلفة في البناء والتزام شرع الله عز وجل، أسوة بما أرساه الرسول صلى الله عليه وسلم في دستور المدينة، بما يحقق الحرية والعدالة والمساواة والتنمية، مبينا أنه عليه الصلاة والسلام جمع الناس بمختلف معتقداتهم للتصديق على «وثيقة المدينة» لإنشاء الدولة الإسلامية. وناقشت الندوة أوراق عمل تناولت الأبعاد المختلفة ل«وثيقة المدينة» في الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية إبان صدورها، وعناصر بناء الدولة الإسلامية فيها، وطبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم، والحقوق والحريات في دستور المدينة، والتكافل الاجتماعي فيها، والشورى كأساس لبناء دولة المدينة، وعلاقتها بالوثائق الدستورية المعاصرة، ونظرية العقد الاجتماعي، والجمعية التأسيسية للدولة الإسلامية، وآراء المستشرقين فيها، ووحدة الأمة فيها، وحجة الوداع، ولغتها. وتأتي الندوة على هامش الاجتماع التاسع للمجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية التي يترأسها الدكتور عبدالله التركي، حيث افتتح الاجتماع، مؤكدا أن الأمة الإسلامية في حاجة إلى برامج علمية وعملية حية ومتميزة تتناسب مع المرحلة الحالية، وتخدم الدين واللغة والقضايا الجوهرية التي تتصل بالمقومات الحضارية والتاريخية، والواقع المعاصر وتحدياته، وتسديد مساره وفق الشريعة، مبينا أنها المهمة الأساسية للجامعات الإسلامية في تأهيل القدرات وخدمة المجتمع وعرض الإسلام الصحيح بوسطيته واعتداله بعيدا عن الإرهاب والغلو واستغلال الدين لمصالح دنيوية ومكاسب سياسية. وقال التركي:«مهما تداخلت اللغات في العالم المعاصر، وتيسرت للتعبير في التخاطب والكتابة، فإن اللغة العربية يجب أن تتأصل قداستها وجمالها في ضمائر أجيالنا، إذ أنها اللغة الصالحة للتعبير الصحيح عن الشريعة، وما تنتجه العقول العربية والإسلامية من معارف وعلوم نابعة من الشريعة». وأكد التركي، أن تحديات الأمة ليست هينة، وجهود العلماء المخلصين لها من التأثير المتميز بما يملكون من معرفة وقدرة على إقناع مختلف المستويات بما يجب أن تفعله لمواجهة التحديات وتخفيفها. من جانبه، أوضح الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبدالسلام، إلى حاجة المجتمعات الإسلامية في الفترة الراهنة لمناقشة قضايا اللغة العربية والاهتمام بها، مبنيا أن الرابطة تحمل واجب إيجاد الحلول من خلال المنهج العربي ومن التراث الإسلامي المليء بالتجارب والعبرات للخروج من المأزق، مطالبا تعاون الجامعات الإسلامية لوضع العلاج لمشكلات المجتمعات الإسلامية وأزماتها.