حققت الهيئة العامة للسياحة والآثار نجاحات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، تمثلت في برامجها النوعية، وفعالياتها المتميزة، لجذب المواطن السعودي للسياحة الداخلية، وزيادة فرص الاستثمار وتنمية الإمكانات البشرية الوطنية وتطويرها، وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطن، إضافة إلى المحافظة على الأماكن الأثرية والتاريخية. ومع هذا الزخم من البرامج التي بدأ تنفيذها في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، فإن الأهم أيضا هو دمج شريحة الشباب في هذه الفعاليات واستثمار مواهبهم، لتحقيق كثير من الأهداف المستقبلية من خلال إشراكهم في الإشراف والتنفيذ الفعلي لهذه الخطط سواء الآنية أو المستقبلية. ولعل الخطوة المنتظرة، هي أن تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على صياغة برامج تخصصها للشباب كونهم الشريحة الأكبر، بحيث تركز على استثمار وقت فراغهم، من خلال ندوات ولقاءات ونقاشات مفتوحة تنمي فيهم الحس الوطني، والدور المنتظر منهم لخدمة الوطن في جميع المجالات. الملاحظ، أن أغلب الفعاليات المقامة حاليا هي صورة شبه كربونية من ما سبق تنظيمه في السنوات الماضية، ولا تتعدى قرى تراثية وبرامج للأطفال وألعاب شعبية، مع إبراز لبعض الجوانب السياحية والمواقع التاريخية، وهذا جهد لا شك يسجل للهيئة. المطلب الأهم، هو الخروج عن «التقليدية» في الإعداد والتنظيم، ببرامج وطنية يعد لها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، وبعض المؤسسات التربوية الأخرى، وتصاغ بطريقة احترافية لاستقطاب أكبر شريحة من الشباب الذين مازالوا بعيدين عن اهتمامات أغلب الدوائر الرسمية.