إننا نعيش عهدا تفرد في العطاء وتميز في البناء، فما أطل فجر جديد إلا وأشرق بمرسوم ملكي وأبوي سعيد. إنه عطاء يتجاوز كل التوقعات وسخاء تخطى سائر حدود العطاء ولاسيما إذا كان مرتبطا بمصالح هذا الشعب الوفي، الذي كلما احتفى بإنجاز استعد مجددا لاستقبال ما هو أعظم وبما أن التعليم هو الاستثمار الأمثل والتجارة الرابحة. فإنه يحظى باهتمام قائد الركب المظفر باعتباره المدخل للمستقبل المشرق والنور الباهر لطرد كل ظلام، فإن الدعم الكبير لتطوير مرافقه يعد هدفا أساسيا لهذا العهد الرشيد، ولا أدل على ذلك من الأمر الملكي الذي صدر موجها بصرف 80 مليار ريال إضافية لتحقيق نقلة نوعية كبرى تؤكد أهمية التعليم في اقتصاد الدولة وارتباطه الوثيق بتطوير الأداء بصورة عامة، في كافة مناحي الحياة العصرية والمسيرة الحضارية التي يتمنى كل كيان بلوغها وإدراكها كغاية تقود إلى المرامي والأهداف السامية. فبهذا الدعم السخي غير المسبوق يتضح أن وزارة التربية والتعليم في عهدها الجديد، بقيادة وزيرها المبدع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، على موعد مع طفرة علمية كبرى في مجال التعليم تتوفر للوحة فستجد لوحة منجزاتها المنتظرة كافة المقومات المعينة واللازمة لإبداع منظومة تعليمية متميزة تليق بهذا الوطن الجميل فالريشة والألوان هي الآن بيد وزيرها صاحب الأفكار التقدمية والإبداعية. كما أنها ستتمكن من تحقيق غايات وأهداف القيادة السامية وفقا لبرامج التطوير التي تعكف الوزارة على تنفيذها وهي سعيدة بهذا الاهتمام الأبوي الذي يأتي امتدادا طبيعيا لرعاية مستمرة تمهد الطريق الأمثل لبناء جيل سعودي قادر على العطاء، وواثق من مواكبة الجهود الكبرى والمساعي الرسمية الرامية لمواصلة مسيرة النهضة التي تشهدها البلاد الغالية، حيث تتطلع المملكة وتمضي بخطى واثقة إلى غاياتها وطموحاتها فهي قادرة بعطاء قائدها الحكيم وحكومته الرشيدة. أن تتبوأ المملكة مكانتها المرموقة بين الدول المتقدمة، التي لم تنل شهادة التقدم ولم تصل إلى ما وصلت إليه من رقي، إلا بمثل هذا الدعم السخي للتعليم والاهتمام الكامل باحتياجاته فالتعليم سبيل النهضة الوحيد وسر تقدم الأمم . إن عطاء القيادة أمر ليس مستغربا، فقد عشناه بالأمس ونحياه اليوم وسيشهده الغد الواعد بإذن الله. ولكن يبقى على كل مواطن صالح أن يدلي بدلوه مذكرا الوزارة بما يؤرق البعض من قصور حتى يتم إدراجه وإدخاله في دائرة التطوير المرتقبة، حيث يلاحظ وجود مدارس غير مؤهلة لأداء المهمة التعليمية، ويلزمها تأهيل وصيانة فلا شك أن الوزارة تفهم ذلك جيدا وستعمل على تحقيقه، ونحن كآباء وولاة أمر للأجيال المستهدفة بتهيئة أجواء تعليمية سليمة، نرجو أن تطول يد التحديث والتطوير المنهج الدراسي، فمن الضروري يبدأ تعليم اللغة الإنجليزية من بداية المرحلة الابتدائية وليس من الصف الرابع، كما أننا نلاحظ كثرة الكتب الدراسية وضخامتها ألا تستحق معالجة عصرية، وإيجاد طريقة أكثر راحة وموضوعية؟ وعلينا أن نجعل تعليمنا بالفهم وليس بأسلوب التلقين، الذي ما عاد يواكب الطفرة العالمية في ممارسة التدريس وطريقة التحصيل، فلا بد أن يحقق دعم القيادة إعادة الأمل في أن ترى مشاريع المدارس المتعثرة النور، علما بأن عدد المدارس المتعثرة بلغ 200 مدرسة، على كل حال فالأمر اليقين الذي لا شك فيه والسعادة التي يحسها أبناء هذا الوطن وبالأخص من هم في مجال التعليم وأخص بالذكر المعلمين الذين يأملون بهذا الدعم أن ينالوا اهتمام الوزير. لأنهم من وجهة نظري هم أساس استكمال اللوحة الذي سيرسمها الفنان المبدع وزير التعليم. كما نأمل من الوزير نحن كمواطينن بالاهتمام بدراسة إمكانية إضافة مواد تربية عملية في المراحل السنية الأولى من التعليم إسوة بمادة الرسم ومادة التربية الرياضية. والتي ستصقل المواهب الحرفية لدى أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات. ما سيسهم في خلق إبداعات ومواهب جديدة.