قال نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار محمد الشناوي، إن الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي سيغادر المحكمة الدستورية فور انتهاء حلف اليمين بعد غد الأحد، ليمارس مهام منصبه فورًا كرئيس للجمهورية. ويشارك السيسي، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يومى 23 و24 سبتمبر المقبل، تلبية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال السيسي خلال لقاء خاص ومحدود مع أعضاء غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع: «أتمنى أن يعمل الإعلام على توعية الشعب المصري بالحقائق والمعلومات الصحيحة ورصد المشكلات»، وشدد على أن النقد مقبول بهدف الإصلاح وليس التجريح الشخصي .. وعلمت «عكاظ» من مصادر موثوق بها، أن الرئيس السيسي سوف يقيم خلال فترة رئاسته في قصر السلام، مفضلا ذلك على أحد المقرات العسكرية الذي ظل خيارا مطروحا لدواع أمنية. ومن المقرر، أن تجرى مراسم أداء اليمين الدستورية بحضور المستشار عدلي منصور بوصفه رئيس الجمهورية المؤقت، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وأعضاء الحكومة الحالية بكامل تشكيلها، وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والعديد من الشخصيات العامة والسياسية يتقدمهم الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدولة العربية، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين.. وسيكون عدد الحضور لمراسم اليمين 102 شخص، بما يتفق مع سعة قاعة الاحتفالات الكبرى بالمحكمة الدستورية العليا، وأن من بين الحضور سيكون رؤساء المحكمة الدستورية العليا السابقين، ورؤساء الهيئات القضائية، وكافة المستشارين أعضاء المحكمة الدستورية العليا وهيئة المفوضين بها. وأكد مصدر أمني، أن الجيش انتهى من وضع خطة لتأمين مقر المحكمة الدستورية العليا، خاصة أنه تم رصد مخطط أيضا لاستهدافها بالتزامن مع حلف اليمين من قبل عناصر إخوانية تم إلقاء القبض على عدد منهم خلال الأيام القليلة الماضية واعترفوا بأنهم كانوا ينوون هذا الأمر. وأضافت المصادر، أن الجيش سيدفع بقوات من المجموعة 777 المدربة على مكافحة الإرهاب، وكذلك الدفع بقوات من المنطقة المركزية العسكرية والشرطة العسكرية لفرض سيطرة أمنية تامة في محيط المحكمة الدستورية العليا التي من المفترض أن تشهد حلف اليمين الدستوري للرئيس الجديد. وقالت مصادر، أن مراسم أداء اليمين الدستورية ستبدأ بقيام المستشار ماهر سامي بإلقاء كلمة مقتضبة يتولى فيها التقديم للمراسم، ثم يقوم المستشار سامي بتقديم المستشار أنور رشاد العاصي رئيس المحكمة الدستورية العليا بالإنابة ليقوم بدوره بإلقاء كلمة، يدعو في ختامها الرئيس المنتخب إلى أداء اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة لمحكمة الدستورية العليا. وتشهد القاهرة ما يشبه حالة الطوارئ القصوى، استعدادا لحفل تنصيب الرئيس السيسي، بعد غد الأحد في القصر الجمهوري بالقبة. وتضمنت قائمة المدعوين إلى هذا الحفل شخصيات عربية ودولية بارزة، فيما تضمنت جميع قادة الدول العربية فيما عدا دولة واحدة، كما استثنت تركيا من الدعوة. وتكشفت معلومات عن أن القائمة تضم أكثر من 100 شخصية بارزة، قادة منظمات إقليمية ودولية من بينها السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي، والمفوضة الأوروبية للشؤون السياسية والأمنية كاثرين آشتون، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي «زوما»، ورؤساء تجمعات إقليمية ودولية، إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية. وفيما حرصت القاهرة على توجيه الدعوات إلى رؤساء التجمعات الدولية والإقليمية، قالت مصادر رفيعة المستوى: إن دعوة إيران لحضور مراسم التنصيب جاءت من هذا المنطلق كونها تترأس حركة عدم الإنحياز في دورتها الراهنة. ووضعت القاهرة خطة أمنية محكمة لتأمين وصول ومغادرة الوفود وكذا إقامتها خلال مراسم الاحتفال المقرر أن يلقي خلاله الرئيس الجديد بيانا شاملا إلى شعب مصر، يحدد من خلاله سياساته وأولوياته للمرحلة المقبلة. كما سيحرص الرئيس الجديد على تقديم نفسه للرأي العام العالمي من خلال استعراض توجهاته وأولوياته وإظهار موقف مصر في عهده كدولة تحترم تعهداتها وتحرص على المشاركة في إرساء قواعد العدالة والحفاظ على السلم والأمن وحل المنازعات عبر الحوار السياسي.