أوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن إنكار سنة النبي صلى الله عليه وسلم منكر وخطأ وضلال، مبينا أن السنة هي الوحي الثاني. وبين أن المنكر للسنة على قسمين، فإن كان لم تبلغه السنة وجاهلا بها ولم يصله علمها، فهذا يعذر بجهله، فعليه أن يبحث ويسأل، أما إن كان عالما بها وردها لأنها تخالف مبدأه أو تعصبا جاهليا أو تخالف مبدأ حزبه فهذا ضلال وخطأ، لافتا إلى أنه لو انكرها مع علمه بها وثبوتها يخشى عليه أن يلقى الله على غير هدى؛ لأن رد السنة منكر عظيم. وحث سماحته عموم المسلمين على الخشوع في الصلاة، معددا بعض النقاط التي تسهم في خشوع المسلم في صلاته وتبعده عن وساوس الشيطان ونزغاته التي تخرج المسلم من الصلاة وتفقده الأجور العظيمة.. فإلى التفاصيل: هل من كلمة للشباب من الجنسين بتجنب الوقوع تحت وطأة مغريات العصر ويتجه الوجهة الصحيحة في الحياة؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله وقال: (شاب نشأ في عبادة الله)، فالشباب إذا نشأوا على تربية صالحة وأدوا الصلاة واجتنبوا المحرمات وتأدبوا بالأقوال الطيبة وابتعدوا عن الأمور السيئة وشاهدوا من آبائهم وأمهاتهم قدوة صالحة وأسوة طيبة في المبادرة إلى الصلوات الخمس في بر الوالدين في الإحسان إلى الجار والصدق والأمانة في تحري الإخلاص في الأقوال والأعمال، وشاهدوا أن آباءهم يخاطبونهم بأقوال طيبة لا سب ولا بذاءة وكذلك أمهم، ويشاهدون أباهم يحسن إلى جيرانه يوفي بالعقود ويلتزم بالعهود، وأمهم ذات عفاف ونزاهة وستر، كل ما نشأ النشء على هذا المنوال نشأوا على خير، فالبيت اللبنة الأولى لبناء المجتمع، وعلى رأسه الأبوان، فمتى صلحا ونشآ البيت تنشئة صالحة صادقة، فإني أرجو أن تكون لها أثر طيب في مستقبل شبابنا وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه. أما إن رأى الأولاد والبنات الآباء والأمهات بعيدين عن الحق، منحرفين عن الصراط المستقيم، متساهلين في الصلوات، مكبين على وسائل الشر فإنهم يتأسون بهم، فواجبنا أن نتقي الله في أبنائنا وبناتنا نربيهم على الخير والتقى وننشئهم على الصلاح، يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، فعلى الأب أن يتقي الله في أبنائه لا يريهم شيئا من المحظورات، ولو ابتلي بشيء من المعاصي، فإياه أن يفعلها أمامهم حتى إن كان التدخين، أبعده عنهم ولا يشموا شيئا، وبهذا يعلمون أن هذا شيء مستنكر مستقبح ومحرم ولهذا اختفى عنهم، فليكن الأب حريصا على الاستقامة؛ لأن استقامته في نفسه ستنتقل آثارها إلى أبنائه وبناته. إنكار السنة ما حكم من أنكر سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، سواء عن جهل أو قصد؟ سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي الوحي الثاني، يقول عليه الصلاة والسلام: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)، فالمنكر للسنة على قسمين، إن كان لم تبلغه السنة وجاهلا بها ولم يصله علمها، فهذا يعذر بجهله، فعليه أن يبحث ويسأل، أما إن كان عالما بها وردها؛ لأنها تخالف مبدأه أو تعصبا جاهليا أو تخالف مبدأ حزبه، فهذا ضلال وخطأ، قال الله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، قال الإمام أحمد رحمه الله: أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك، لعله لو رد بعض قوله يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك حتى لو كان غير واجب، ولو أنكر الراتبة قبل الظهر وبعدها أو بعد المغرب أو بعد العشاء أو قبل الفجر، لو انكرها مع علمه بها وثبوتها لكان يخشى عليه أن يلقى الله على غير هدى، لأن رد السنة منكر عظيم، كونك لا تعمل بها أهون من ردها فإن ردها تكذيب لقائلها، والله يقول عن قائلها: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، فسنة النبي القولية والفعلية يجب أن نأخذ بها ونتقرب إلى الله بها، لأن الله يقول (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب). ما حكم إقامة الفرح والرقص والاحتفال بالختان وما السنة في ذلك؟ العلماء ذكروا أن الوليمة من دواعي الختان ، لكن الرقص والاحتفال بهذا لم يرد فيه شيء من السنة، إنما السنة لو ذبح شيئا عند ختان الطفل، تقربا إلى الله فهذا طيب، أما الرقص والغناء ونحو ذلك هذا شيء لم يرد. الخشوع في الصلاة كيف يحقق المسلم الخشوع في الصلاة؟ الخشوع لب الصلاة يقول الله تعالى: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)، فوصفهم وبين أول صفاتهم الخشوع عند الصلاة، الخشوع سكون القلب وحضوره عند الصلاة، فإن المسلم إذا قال الله أكبر، فإشارة إلى كشف الحجاب بينه وبين ربه، وأنه يناجي ربه وأن الله مقبل عليه بوجهه وليحذر الانحراف عن القبلة وليستقم على الطريق المستقيم. فإن خشوع القلب يؤدي إلى خشوع الجوارح، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يحضر عند الأذان، فإذا سمع الأذان ولى وله ضراط حتى لا يسمع الأذان فإذا انتهى الأذان أقبل، فإذا أقيمت الصلاة ولى وله ضراط حتى لا يسمع الإقامة، فإذا انتهت الإقامة أقبل حتى يحول بين العبد وبين قلبه اذكر كذا اذكر كذا، يدل هذا على أن عدم الخشوع من تلاعب الشيطان بنا واستحواذه علينا وضعف إيماننا المقاوم لوساوسه وضلالاته والنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على أمور كثيرة تكون سببا في خشوعنا في صلاتنا، يقول عليه الصلاة والسلام: لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافع الأخبثان، وقال: إذا حضر العشاء والعشاء فابدأوا بالعشاء، إذا كانوا مشتاقين إليه، يخشى لو صلوا لأشغلهم الجوع عن الإقبال على الصلاة فيقدمون الأكل على الصلاة، وقال صلى الله عليه وسلم: لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى الصلاة أو لا ترجع إليهم، فإن رفع البصر إلى السماء يري الإنسان ما يشغل قلب الإنسان ويلهيه عن صلاته، النبي صلى الله عليه وسلم أهديت إليه خميصة فلما لبسها كأنها أشغلته فقال: اذهبوا بانبجانيتي هذه وائتوني بانبجانية أبي جهم فإن أعلامها لا تزال تظهر لي في صلاتي، ونهى عليه الصلاة والسلام عن مس الحصى ، كل ذلك لأجل حضور القلب وإقباله على الصلاة، فإنه ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقلها، وفي الحديث إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له إلا نصفها إلا ربعها إلا ثلثها حتى قال إلا عشرها، حتى قال ابن عباس رضي الله عنه ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت، ولهذا ما توضأ عبد ثم صلى لله ركعتين لا يحدث فيهما نفسه إلا غفر الله له، فخشوعنا يحتاج منا إلى حضور قلب، أن نكبر ونقبض اليسرى باليمنى نجعلهما على صدرنا ثم نبدأ بالقراءة ونشغل كل ركن بما شرع من أذكار حتى يسلمنا ذلك من فراغ يمتلئ بوساوس الشيطان.