أكد عدد من المخترعين في مجال الابتكارات الطبية على أهمية الدعمين المعنوي والمادي من أجل تجسيد المشروعات على أرض الواقع، وذلك في ضوء مناقشة الشورى اليوم لتقديم قروض تمويلية للمشاريع الابتكارية. ويقول المخترع مشعل الهرساني: «إن الابتكار عبارة عن مراحل تبدأ بفكرة وتنتهي بتطبيق عملي لهذه الفكرة ولكن دون دعم لن تصل هذه الفكرة إلى تصميم وتنفيذ نموذج مبدئي من ثم التصنيع، والدعم له عدة طرق فتبدأ بالتحفيز والدعم المعنوي للأخذ بيد المبتكر ودعم فكره فكريا للإبداع والإبحار في خياله العلمي لتبلور الفكرة بتفاصيلها من ثم يحتاج المبتكر إلى الدعم المادي الذي ينقسم إلى عدة أقسام منها: الأيدي العاملة، المساعدة للمبتكر في تصميم الابتكار، دراسة الابتكار دراسة مالية واقتصادية وحمايته ومن ثم تصنيعه كنموذج مبدئي، ولا يخفى على أحد، فإن تكلفة النموذج الأولي لأي ابتكار قبل تصنيعه مكلف جدا؛ لأنه بمثابة نموذج يتم على أساسه التقييم والتطوير لهذا المنتج، وأيضا يختلف الدعم على حسب نوع المنتج لهذا الابتكار فهنالك ابتكارات بسيطة وسهلة وأخرى صعبة تحتاج إلى وفرة العقول والتخصصات التي تساعد المبتكر لظهور هذا المنتج على أكمل وجه، ونحن كمبتكرين سعوديين لا نجد جهة تدعم هذه الابتكار، ولعلنا كمخترعين في أمس الحاجة إلى معرض ابتكار مثل الذي تنظمه (موهبة) كل سنتين على أن يكون كل 6 أشهر لأن المخترعين في المملكة نسبتهم كبيرة ولديهم الحماس والدافع لتقديم المزيد ولكن لا يجدون الدعم الكافي». من جهته، أوضح الدكتور عبدالكريم فدا استشاري تجميل الوجه، أنه قد شاركت مع المخترع مشعل الهرساني في إحدى ابتكاراته الطبية، ولكنهما وجدا صعوبة في التنفيذ لندرة المعامل، ما ألزمه بالذهاب إلى بعض المصانع للمعدات الطبية في فرنسا وألمانيا لتنفيذ النموذج الأولي الصناعي ليتم تصنيع المنتج النهائي للابتكار فيما بعد وهو ابتكار عالمي بفكر سعودي أعجب به أطباء عالميون من خلال مؤتمر الطب التجميلي العالمي الذي أقيم في موناكو 2014م، مبينا أنه كان ممثلا لأطباء المملكة بذلك المؤتمر، وذاكرا أنه عند وجود الدعم اللازم ستجد الابتكارات مكانا مرموقا في مصاف الابتكارات العالمية. ويرى المدير التنفيذي لمركز اسطرلاب لتدريب المخترعين المهندس مهند بن جبريل أبودية، أن من أسباب فشل المشاريع الابتكارية في المملكة هو ضعف التمويل وهي المشكلة الأولى للمخترعين؛ لأنهم بحاجة إلى مبلغ مادي بسيط حتى يحصلوا على مستثمرين لمشاريعهم، مقترحا تقديم مبلغ لا يزيد على 100 ألف بدون شروط تعجيزية معقدة حتى يجهز اختراعه وأوراقه ويحصل على براءة اختراع ودراسة جدوى اقتصادية وخطط تسويقية لعرضها على مستثمر ليحصل على تمويل كبير. وأضاف «إحدى المبتكرات تواصلت معي تعرض مشكلتها وتقول إنها حصلت على براءة اختراع على مشروعها لذوي الاحتياجات الخاصة ولديها نماذج جيدة وحاصلة على ميداليتين ذهبيتين عن هذا المشروع وما يقف حائلا أمام تحقيق أملها هو فقط مبلغ (30) ألف لعمل فيديو لإقناع المستثمرين به»، متمنيا أن يتوفر لها هذا المبلغ ولغيرها.