أجمع عدد من المواطنين في العاصمة المقدسة، أن مسلسل إعادة حفر الشوارع الداخلية والطرق الرئيسة بعد الانتهاء من رصفها يدل على غياب التنسيق بين الجهات المعنية. وأضافوا أن غياب التنسيق يتسبب في إهدار ملايين الريالات سنويا من الميزانية، متسائلين في نفس الوقت عن أسباب غياب التواصل المستمر في كل ما يتعلق بمشاريع تطوير البنية التحتية، سواء من ناحية الإعلان عن مواعيد بدء العمل بهذه المشاريع والتواريخ المنتظرة لاكتمال الأعمال لها مؤكدين ضرورة تشكيل لجنة هندسية من الجهات الخدمية للتنسيق فيما بينهم تفاديا لإعادة حفريات الشوارع. وفي هذا السياق، اشتكى أحمد الغامدي من سكان حي الشوقية بمكةالمكرمة من كثرة إعادة إغلاق الشوارع والطرق الرئيسة بعد افتتاحها رسميا بشكل مفاجئ لتطوير شبكات المياه أو الصرف أو الكهرباء أو تمديد خطوط الاتصالات وغيرها من المرافق التي لم يتم تطويرها خلال مراحل تنفيذ مشاريع رصف الطرق وتطوير بعض المرافق. من جانبه، انتقد نقى السلمي غياب التنسيق بين الجهات الخدمية، ما يتسبب أولا في تأخير تنفيذ مشاريع البنية التحتية وإطالة الفترة الزمنية المقررة لتنفيذها، وفي الوقت نفسه إعادة الحفر في مشروعات مكتملة ما يسبب إهدارا للمال العام. وأكد أنهم يفاجأون بإعادة إغلاق عدد من الشوارع القريبة من منازلهم، وأحيانا يتسبب ذلك في قطع الطريق المؤدي لمنازلهم دون سابق إنذار، وتستمر عملية إعادة الحفر لاستكمال أعمال المرافق فترة طويلة ربما تصل لعدة أشهر. وقال إنه ما أن يتم الانتهاء من مشروع وفتح الشوارع أمام المارة حتى تعاود جهة أخرى الحفر لتمديد المرافق الخاصة بها الأمر الذي يتسبب في هدر المال العام ومعاناة سكان العديد من المناطق مع إغلاق الطرق. ويرى مروان الريمي، أنه من الضروري تشكيل لجنة من ممثلي الجهات المعنية بالخدمات من البلديات وكهرباء و الماء، وغيرها من الجهات وأن تضم اللجنة في عضويتها أعضاء من المهندسين ذوي الخبرة، ويكون عمل هذه اللجنة التنسيق المستمر بين الجهات الخدمية تجنبا لتضارب المواعيد والاختصاص. وأضاف أن عملية التنسيق مهمة وأن أهم ما يشغل سكان الأحياء المكية هو عدم حفر الشوارع الجديدة وإقفال الشوارع بشكل مفاجئ. وقال كل من إبراهيم خميس وهتان المحمادي، أن مستخدمي شارع إبراهيم الخليل يشتكون من استمرار أعمال الصيانة والحفريات والسفلتة في هذا الشارع أكثر من عامين، مطالبا الجهات الخدمية المعنية في أمانه العاصمة المقدسة بتطوير الآلية المتبعة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والتنسيق فيما بينها للانتهاء من جميع المشاريع قبل وضع اللمسات التجميلية الأخيرة. من جانبه، أوضح ساعد رشيد أن شارع إبراهيم الخليل أهدر الكثير من المال العام دون مبرر، الأمر الذي يؤكد عدم وجود تنسيق بين الجهات الخدمية التي تعمل على تطوير البنية الخدمية في المناطق السكنية لأن كل جهة توفر خدماتها على حدة ومن ثم تتولى رصف الطريق وإعادة تمهيده ومن ثم تقوم جهة خدمية أخرى بحفر الشارع لتوفير خدماتها، ما يؤدي إلى حفر وإغلاق الشوارع أكثر من مرة وبشكل مفاجئ مما يسبب مشكلة مرورية لضيق مساحة الطريق، مطالبين بضرورة سرعة تنفيذ المشاريع دون تأخير. ومن جانبه، أوضح مدير إدارة العلاقات والإعلام في أمانه العاصمة المقدسة أسامه الزيتوني، وجود إدارة للتنسيق والمتابعة في الأمانة والتي تتولى إصدار تصاريح الحفر لتنفيذ مشاريع المياه و الكهرباء و الاتصالات وغيرها. وأضاف أن هذه الإدارة حريصة على أهمية التنيسق وترتيب المواعيد في الحفر، مؤكدا أنه في كثير من الأحيان لا تتفق مواعيد تنفيذ شركه مع أخرى ما يؤدي إلى إعادة حفر الشوارع.