جاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية العراقية صعبة على نوري المالكي وزمرته الطائفية، الذي لم يحصل على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة، الأمر الذي جعل من العراق دولة مع وقف التنفيذ لناحية تشكيل الحكومة. ومع هذه الحالة وبعد ظهور هذه النتائج فإن العراق حتما يسير نحو المجهول في ظل حالة الاستقطاب السياسي التي انتجتها إدارة المالكي السياسية الطائفية والتي سعت لتمزيق العراق وإدخاله في أتون الحرب الأهلية وإذكاء نار الطائفية وتهميش التيارات السياسية الرئيسية في العراق. العراقيون بمختلف توجهاتهم يجمعون على أن عودة المالكي للحكم يعني استمرار الطائفية والحكم الإقصائي واستمرار سيطرة الباسيج الإيراني على مفاصل الحكم في العراق، يؤكد ذلك الدكتور عبدالرزاق الشمري مسؤول العلاقات في المحرك الشعبي للمحافظات الست، عندما قال إن عودة المالكي إلى رئاسة الحكومة للمرة الثالثة هي ضياع للعراق، مؤكدا أن هذا الرجل لن يبقي على شيء اسمه العراق بل سيستمد قوته من إيران. وقال الشمري: إن ثمة أزمة ثقة بين الأطراف العراقية انتجتها إدارة المالكي للعراق، مشيرا إلى أن هذا الرجل لا ميثاق له ولا عهد، مستذكرا تجربة الحكم الماضية في الولايتين الماضيتين. وأضاف: إن وصول المالكي إلى الحكم سيثير المخاوف لدى الكثير من الشعب العراقي، فهو فشل طوال حكمه السابق في تحقيق التوافق بين كافة الأطراف السياسية، واتبع سياسة الإقصاء والتهميش للسنة بشكل متعمد، ومن هنا فإن التجربة المريرة مع هذا الرجل لا تبعث التفاؤل، لافتا إلى أن العراق يسير في المجهول اليوم. أما لقاء وردي مسؤولة ملف النازحين في الأنبار، فرأت أن هذه النتيجة لم تعن الشعب العراقي الذي يعيش في المخيمات الآن، واعتبرت أن نتيجة الانتخابات يجب أن تكون درسا للعراقيين على ألا يعيدوا تنصيب المالكي رئيسا للحكومة. وكمحصلة نهائية، فإن المالكي اليوم أضعف من قبل ويعمل جاهدا لإنشاء تحالفات مشبوهة توصله إلى رئاسة الحكومة، وهذا ربما يحتاج إلى وقت كبير كما توقعت واشنطن بوست، لأن المالكي لم يعد محط ثقة بين العراقيين كافة على اختلاف الانتماءات الدينية والعرقية.. والمخاوف العراقية تتصاعد أكثر فأكثر من وجود شخصية طائفية عاثت في الأرض فسادا على مدار فترتين رئاسيتين.. فهل يستريح العراق من المالكي الذي دمر الجيش العراقي وأسس جيشا طائفيا يخدم مصالحه الشخصية ورمى وراء ظهره مصالح العراق وشعب العراق.