أن تستفسر صحيفة «الوطن» عما تردد بأن أحد المصابين «بفايروس كورونا» تم السماح له بمغادرة مستشفى الملك خالد، فيأتي رد الناطق الإعلامي لوزارة الصحة بمنطقة نجران واضحا وصريحا «استقرار حالة المريض هو ما استدعى مغادرته بناء على مسؤوليته»، نشر هذا الأحد الماضي. أنت هنا أمام مفهوم غريب لحرية الفرد يؤمن به العاملون بصحة منطقة نجران، إذ أن حريتك التي تقف حين تحاول اختراق حرية الآخر، يراها القطاع الصحي في نجران بأنها -أي حريتك- تصل لنشر المرض، المهم أن توقع إقرارا لها بأنك مسؤول إن قتلك الفايروس، وبالتأكيد هذا الإقرار سيجعلك المسؤول الوحيد إن انتشر المرض بالمنطقة. بيد أن باقي القطاعات الصحية بباقي مناطق العالم لا تعمل بهذا المفهوم للحرية بالأزمات، فالمريض لا يخرج حسب طلبه، وإن رفض يجبر بالقوة، وإن حاول الهرب يصل الأمر لإطلاق النار عليه، لأنه لم يخترق حرية الآخر فقط، بل حرية المجتمع بألا يصاب أفراده بالوباء. إن انتقلت من القطاع الصحي إلى «الجمعية التعاونية للثروة الحيوانية بمنطقة الرياض» التي يمكن تسميتها مجازا الآن «جمعية حقوق الأبل»، ستجد رئيسها يدافع بقوة عن «الإبل» ويبرئها، ويتهم وزارتي الصحة والزراعة بأنهما تتآمران على الإبل التي يصفها بالثروة الاقتصادية العظيمة، وأنها رافد للأمن الغذائي، وتحتل مكانة مرموقة عند السعوديين. دون أن يحدد مدى مكانة الإبل وهل هي عند الإنسان السعودي أهم من حياته، ولا هو قدم أدلة البراءة، أو بحوثا مختبراتية تؤكد صحة ما يقوله؟ وليقدم رئيس «الجمعية التعاونية أو جمعية حقوق الإبل» أدلة البراءة على الجمعية أن تجرى اختبارات معملية على افتراض أن لديها معامل، فيزرع الفايروس الكامن بخلايا إبل، إن استولى على الخلية وعدلها جينيا لتنتجه، يؤخذ الفايروس من خلية الإبل ويزرع في خلية بشرية إن استولى على الخلية، فالإبل وسيلة لنقل المرض، وإن لم يحدث هذا فالإبل بريئة. بقي الأهم وهو أن تتحرى وزارة الصحة من تصريح الناطق الإعلامي لوزارة الصحة بمنطقة نجران، وهل تم إخراج المريض حسب طلبه، لتسائلهم على هذه الجريمة؟ أما رئيس «الجمعية التعاونية للثروة الحيوانية أو حقوق الإبل» فعليه أن يسأل نفسه ما قيمة الأمن الغذائي لإنسان قتله فايروس؟.