بالأمس تحدثت عن تميز غالبية الشباب السعوديين في تدينهم وأخلاقهم وإسهاماتهم التطوعية المميزة والتي كشفتها دراسة واستبانة أجراها مركز الأمير سلمان للشباب، وخرجت بنتائج مذهلة وبعضها مفاجئة، ولم يسلط عليها الضوء الإعلامي إلا من إذاعة (يو اف إم) عبر برنامج (تمكين) الذي تقوم عليه مؤسسة العنود، وقد وعدت في مقال الأمس بتفصيل نتائج الاستبانة لعدم كفاية المساحة، وأود أن أذكر بأن المقصود بالشباب البنات والأولاد. أوضحت دراسة اتجاهات الشباب السعوديين في العمل التطوعي أن الفئة العمرية الأكبر من المتطوعين والمتطوعات هم ممن تتراوح أعمارهم بين 18 24 سنة يليها فئة 25 34 سنة وأقلها الأكبر من 44 سنة، وهذا يدل على أن فئة صغار الشباب هم الأكثر حماسا للتطوع، كما أكدت الدراسة أن البنات يشكلن الغالبية (69%) بينما الأولاد 31% وهذا يرد على كل من يشكك في الفرص المتاحة للفتاة و إمكانية مشاركتها، وأن الفرص متاحة متى ما اقتنعت المرأة وأرادت، ولا تحتاج لمن ينوب عنها. أكثرية المتطوعين هم من الطلاب، والمستوى التعليمي لغالبية المتطوعين هو البكالوريس، ثم الدبلوم يليهم الثانوي، وأقلهم الدكتوراة والماجستير، وتشكل منطقة الرياض الأكثر، تليها منطقة مكةالمكرمة، ثم المنطقة الشرقية لكن النسب متقاربة. وأكثر مجالات التطوع (اجتماعي) ثم (خيري) ثم (ديني) ثم( تنظيم فعاليات) و(تعليمي) وهكذا، وإجابة عن سؤال لماذا التطوع أجاب 27% للمساهمة في المجتمع و 23% لأنه عمل ديني و 21% لتطوير وصقل مهاراتي ومواهبي 10% للحصول على علاقات جديدة و 13% لأثري خبرتي التطوعية. وعن وقت التطوع بلغ من تطوعوا في كل الأوقات ( متى ما أتيحت لهم الفرصة) 81% وهو رقم كبير جدا بينما الأقلية من يتطوعون خلال عطلة نهاية الأسبوع حوالى 1% و 7% خلال الإجازات وحوالى 11% أوقات الفراغ. وعن طريقة الوصول للعمل التطوعي شكل الأهل والأصدقاء 33% والشبكات الاجتماعية 32% بينما المدرسة 25% والعمل 7% وإعلانات الجرائد 3% . المفاجأة المذهلة أن 73% من المتطوعين لا ينتمون إلى عضوية مؤسسة خيرية وأن 27% فقط منهم أعضاء في مؤسسة خيرية، وهذا يدل على بعد المؤسسات الخيرية عن استقطاب المتطوعين وتشجيعهم، وأن الشباب السعوديين إناثا وذكورا يتطوع 73% منهم بمبادرات فردية وهمة ورغبة ذاتية، فلنفخر بشبابنا المتطوعين والمطاوعة ولا عزاء للسلبيين المتربصين.