الماء سر الحياة ونعمة لاتقدر بثمن إلا أنها وللأسف تتناقص بشكل مخيف وتقارير الأممالمتحدة تؤكد أنه في عام 2025م سيكون شخصان من كل ثلاثة أشخاص مهددين من نقص المياه. وكما تشير الدراسات الحديثة إلى أن مشكلة نقص المياه هي من أوائل المشكلات والقضايا البيئية إن لم تكن الأولى على الاطلاق. وفي المملكة الوضع أخطر من ذلك لأننا من البلدان الأفقر عالميا في الموارد المائية وفي الوقت نفسه الأكثر استهلاكا، حيث تعد المملكة ثالث أكبر دولة في العالم استهلاكا للمياه، حيث يبلغ استهلاك الفرد السعودي الواحد مايقارب 280 ليتر يوميا. وتتفاقم وتكبر المشكلة مع زيادة معدلات النمو السكاني وعدم الترشيد الزراعي والصناعي والمنزلي أضف إلى ذلك أن المياه الجوفية لدينا محدودة ومعظمها غير متجدد... وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين أعلنها أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة أن المملكة تعد الأكثر شحا والأكثر تكلفة في العالم فيما يتعلق بالمياه حيث إن تكلفة التحلية والتكرير غالية جدا وأضف إلى ذلك تكلفة الضخ والنقل. والمعروف أن الزراعة بشكل عام تستهلك مابين 80% إلى 90% من مصادر المياه في البلد الواحد وهنا تبرز أهمية ترشيد المياه في عمليات الري من أجل المحافظة على المصادر المائية فالترشيد الزراعي أصبح هدفا استراتيجيا لامناص منه وعلينا أن نتدارك الوضع بسن سياسات زراعية اقتصادية جديدة تتلاءم مع شح المياه في المملكة تصل إلى المنع المطلق لبعض المنتجات الزراعية مثل الأعلاف والاكتفاء بالاستيراد. والحد من زراعة بعض المنتجات الزراعية الأخرى.. ولك أن تتصور حسب ما تشير الدراسات المعملية ويؤكد ذلك وزير المياه أن لتر الحليب يكلف 500 لتر من الماء وكيلو لحم محلي يستهلك 50 ألف لتر (كيلو) ماء والتمرة الواحدة تستهلك 50 لتر ماء وكيلو البطيخ (الحبحب) يستهلك 700 لتر ماء. فالمطلوب على وجه السرعة تشكيل لجنة عليا من وزارتي الزراعة والمياه والكهرباء والغرف التجارية الصناعية وكبار رجال الأعمال المعنيين لدراسة هذا الوضع الذي ينذر بالخطر إذا تأخرنا في إصدار القرارات السيادية التي تلزم الجميع بالمحافظة على هذا المصدر الشحيح والمكلف أيضا وترشيد استخداماته... وينبغي أن لاننسى عوامل الهدر الأخرى كالتسرب في شبكات المياه وعدم الأخذ بأسباب الترشيد المنزلي وتنقية مياه الصرف الصحي والتساهل في تطبيق قرار منع مغاسل السيارات بالبستم . كما ينبغي أيضا التوسع في مجال أبحاث ودراسات المياه والاستفادة القصوى من تقنيات النانو في خفض تكلفة تحلية المياه والتلوث البيئي.