كشف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير عن وجود لجنة رقابية تضم جهات أمنية وتحقيقية لرصد المشاريع المتعثرة في المنطقة ونسب الإنجاز والحلول فيها، وترفع تقاريرها مباشرة لسموه، مشددا على عدم تهاونه مع أي مسؤول يقصر في خدمة المواطن، وأنه سيتعامل بحزم مع كل من يثبت تهاونه أو تقصيره في خدمة المواطن، إلا أن سوه أكد أن جميع مسؤولي المنطقة على مستوى الثقة التي وضعت فيهم وعلى قدر من المسؤولية. وأكد الأمير فيصل بن خالد في حديث مع «عكاظ»، أن تحويل عسير إلى وجهة سياحية طوال العام لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير والحب الذي أغدقه خادم الحرمين الشريفين على المنطقة إنسانا ومكانا طوال تاريخها، مؤكدا أن هذا الدعم أثمر مشاريع إستراتيجية كبرى تشمل مدنا جامعية وطبية وتعليمية واجتماعية فضلا عن شبكات الطرق التي أصبحت تربط هذه المنطقة الكبيرة وتسهل على إنسانها الوصول إلى مبتغاه بيسر وسهولة. وتطرق أمير عسير في حواره إلى الاستعداد للصيف عقب تدشين فعاليات صيف عسير لهذا العام، مؤكدا أن عسير تتحول إلى ورشة عمل منذ نهاية الصيف الماضي إلى بداية هذا الصيف بهدف أن يجد السائح كل ما يحتاج إليه من خدمات. عرس الصيف أطلقتم قبل أيام وتحديدا 15 رجب فعاليات الصيف بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، كيف نتوقع أن تكون سياحة عسير 1435ه؟ الاستعداد للصيف يبدأ من نهاية الموسم الذي سبقه وهناك فرق عمل ولجان تواصل عملها ليل نهار لتوفير الخدمات المثلى والمناسبة للسائح السعودي والخليجي والأجنبي، وعسير المنطقة حظيت كباقي مناطق المملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، هذا الملك الصالح المصلح الذي جند وقته وسخر طاقته وصحته لخدمة شعبه، فهو لا ينام قبل أن يطمئن على أن كل الأمور التي تخص المواطنين في كل شبر من الوطن تسير بالشكل الأمثل وتقدم بالطريقة المناسبة، وسمو ولي العهد رعاه الله يبذل من وقته وجهده الكثير لتحقيق راحة المواطن وسعادته، وكذلك الأمر بالنسبة لسمو ولي ولي العهد. والحمد لله استثمرنا هذا الدعم الهائل والكبير لتحويل أبها مدينة سياحية طوال العام بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأعمال تؤدى بجودة ورؤية ووفق برنامج زمني دقيق ففي مرتفعاتها سياحة الصيف حيث الضباب والمطر والخضرة، وفي سهولها وشواطئ بحارها سياحة الربيع من خلال المهرجانات الشتوية التي تنتظم سنويا، وتحظى بإقبال كبير من جميع المواطنين والمقيمين وتستقطب سياحا من خارج المملكة أيضا. وماذا عن مركزية الاحتفالات والبرامج؟ لقد حرصنا أن لا تكون المهرجانات مركزية في قلب مدينة أبها رغم المقومات الخلابة التي تتمتع بها وإنما وزعناها على جميع المحافظات من بيشة والنماص وغيرها، وهذا الصيف سيكون متميزا تماما لعدة أسباب أولها أن هيئة السياحة والآثار برئاسة أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز اختارت عسير المنطقة وأبها المدينة لتكون المحطة الثانية بعد الرياض لإطلاق فعاليات الصيف، وبالتالي ستكون الفعاليات مميزة بإذن الله، ونحن في عسير لدينا برامج ثقافية وترفيهية واجتماعية وسياحية ستحقق طموح الزوار وتكون مفاجأة. لن نسمح بالعبث سمو الأمير ظهر مؤخرا تسلل عدد من الجنسيات في المنطقة مما تسبب في تخوف الأهالي ووقوع بعض المواجهات فيما بينهم، كيف واجهتم تلك التجاوزات، وهل هناك خطة لتتبع المخالفين وتسريحهم؟ كما تعلم فإن المملكة ترتبط مع الشقيقة اليمن بحدود برية طويلة ذات طبغرافية معقدة، وتحدث بعض عمليات التسلل، ولكن ولله الحمد في السنوات الأخيرة نجحت وزارة الداخلية بالتصدي لمخاطر التسلل، وتمت السيطرة على الحدود، وهناك جهد يبذل من قبل حرس الحدود الساهرين على حماية وطنهم والذود عنه، ونحن في إمارة المنطقة نتابع مع الجهات ذات العلاقة هذا الأمور، ونقف احتراما لدور حرس الحدود وباقي القطاعات الأمنية التي تواصل ليلها بنهارها لحماية مكتسبات الوطن ومقدساته والسهر على راحة أبنائه. أما فيما يتعلق بترحيل المخالفين فهناك أرقام كبيرة تعلن عنها وزارة الداخلية بشكل دوري، ومن حيث المضبوطات التي تتم مصادرتها أو من حيث من يحاولون التسلل وكذلك أعداد المرحلين، المؤكد أن هذه المشكلة بدأت في الانحسار، ونحن نعول كثيرا على المواطن فهو رجل الأمن الأول، ورجال الأمن هم الدرع الأول والحصين لهذه البلاد في حفظ أمنها واستقرارها من كل عابث وحاقد وقد حققوا نجاحات وتصدوا لكل محاولات العبث بأمن البلاد والعباد، ووحدة الوطن وأمنه واستقراره خط أحمر، ولن يسمح إطلاقا بالعبث به، والتعدي عليه. مراقبة الأسعار سمو الأمير هل هناك مراقبة للأسعار للفنادق والشقق السياحية والمواد الغذائية في ظل جشع بعض التجار واستغلالهم لموسم الصيف؟ من الطبيعي أن يكون هناك رقابة على الأسعار وعلى أداء هذه الفنادق وهيئة السياحة والآثار برئاسة أخي سمو الأمير سلطان بن سلمان تبذل جهدا كبيرا في ذلك، ولديها أنظمة وضوابط وتشريعات ولجان ميدانية، وخطوط هاتفية لاستقبال البلاغات، نحن نقف على مسافة واحدة بين السائح الذي من حقه الحصول على خدمات لائقة وبأسعار منافسة وبين التاجر والمستثمر الذي ما أنشأ هذه الاستثمارات وضخ الأموال إلا من أجل أن يحقق عائدا ماليا، وهذه المعادلة هي ما يحكم الرقابة على الفنادق، والأسعار بطبيعة الحال محددة ومثبتة في لوحة في مدخل كل فندق بحسب التصنيف الذي يحصل علىه الفندق من هيئة السياحة. لوحظ في السنوات الأخيرة أنه لم يطرأ أي تقدم للمشاريع السياحية والترفيهية بل هناك مشاريع تم إيقافها كمشروع فجر السياحي؟ هذا سؤال غير دقيق، ويبدو أنك بعيد عن ما يجري في المنطقة من مشروعات كبرى تتجاوز تكلفتها 20 مليار ريال، عسير من أقصاها إلى أقصاها ورشة عمل تستهدف راحة الإنسان ورضاه، ونحن وضعنا في هذا المكان لخدمة المواطن والمقيم، وأهل عسير بكل أطيافهم دعموا هذه المشاريع وشاركوا في التخطيط والتنفيذ والإشراف عليها فلهم التقدير، وعسير من السهل إلى الجبل متاحة لك لتطلع على حجم المشاريع الجاري تنفيذها في كل المجالات، تعليم عام وعال، طرق، مطار، مياه، سياحة، بنية تحتية... الخ. يتكرر كل عام البرنامج السياحي للمنطقة دون تطوير أو تقديم أفكار جديدة مما يؤثر سلبا على تدفق المصطافين محليا وخليجيا فكيف بالإمكان إحداث تطوير لفعاليات الموسم السياحي؟ عسير اليوم وجهة سياحية طوال العام، وهذا المشروع الرائد الذي أطلقته هيئة السياحة ما كان ليكون لولا أن عسير اليوم أصبحت مهيأة في بنيتها التحتية، وفنادقها، وشوارعها، ومطاراتها، عسير اليوم تستقبل السياح المحليين والخليجيين على مدار العام وهناك مشروع كبير ورائد أعدته هيئة السياحة ودعمته بمبلغ 10 ملايين ريال لتسويق عسير وجهة سياحية طوال العام. وفعاليات الصيف متجددة وفي كل عام ستسمع عن فعاليات تختلف كثيرا عما سبقها، ولعلمكم عسير هذا العام ستشهد إطلاق فعاليات الصيف لعموم المناطق، وهي المنطقة الثانية بعد العاصمة الرياض التي تشهد هذه الفعاليات، هذا لم يكن ليحدث لولا جاهزية عسير لمثل هذه البرامج والفعاليات. يتذمر بعض المصطافين من تزايد أعداد المتسولين داخل المتنزهات والأماكن السياحية، فكيف يمكن القضاء على تلك الظاهرة؟ هناك توجيهات واضحة من وزارة الداخلية ومن إمارة المنطقة بمنع التسول، وهناك لجان معنية بمكافحة هذه المشكلة وهي ليست بالشكل الكبير وإن حدثت حالات فإن الجميع مطالب بالإبلاغ عنها، نحن نبذل قصارى جهدنا لإراحة السائح وتوفير ما يحتاج إليه وإبعاد المنغصات عنه، ولكن المأمول التعاون من الجميع لمجابهة هذه المشكلة. لا تساهل سمو الأمير بعض محافظاتعسير لاتزال تعاني من تأخر المقاولين في تنفيذ الطرق مما يتسبب في حوادث مرورية تكون محصلتها من الوفيات والإصابات مرتفعة؟ هناك رقابة دائمة ولصيقة على مشاريع الطرق، وهناك مشاريع جديدة في ميزانية عام 2013 تجاوزت تكلفتها أكثر من مليار ريال بمواصفات عالية الجودة والدقة، وللعلم فجميع مشاريع المنطقة تتم متابعتها ومراقبة تنفيذها ومدى التزام المقاولين بالبرنامج الزمني المعد لذلك، لا يمكن أن نقبل بتأخر أي من المشاريع ولدينا توجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد تؤكد على عدم التساهل في تأخر المشاريع ما لم تكن هناك أسباب جوهرية وواضحة، فكما تعلم هذه المشاريع التي تصرف عليها الدولة مليارات الريالات مخصصة للمواطن وله حق الانتفاع منها في أسرع وقت، وللأجيال المقبلة حق أن تنفذ بطريقة جيدة ومتينة لكي تتم الاستفادة منها في السنوات المقبلة. بالأمس القريب التقيت لجنة مهمتها متابعة المشاريع المتأخر تنفيذها وجاء تقريرها واضحا ودقيقا ولم يكن هناك أي تأخر في المشاريع بشكل كبير باستثناء بعضها لأسباب يجري حسمها بإذن الله، وهذه اللجنة لا تترك مشروعا إلا وتقف عليه وترصد جميع معوقات تنفيذه. هلا أطلعتنا سموكم أكثر على أعمال هذه اللجنة؟ لجنة متابعة وتقييم عمل المشاريع المتعثرة هي لجنة فريدة من نوعها وتضم ممثلين عن هيئة الرقابة العامة، هيئة التحقيق والادعاء العام، هيئة مكافحة الفساد، إمارة المنطقة، هيئة التحقيق والادعاء العام، هذه الهيئات مهمتها الشخوص على جميع المشاريع التي ترصد بطئا في التنفيذ عن البرنامج الزمني أو تأخرا في تنفيذ المشاريع، ولديها صلاحيات كاملة بالوقوف على المشاريع، والاستفسار، والحصول على إجابات، ومن ثم تجتمع متى دعت الحاجة وتضع توصياتها وهذا هو التقرير الرابع الذي استلمته منهم، ونتعامل مع تقاريرها باهتمام كبير لأننا لا نقبل بتأخير أي من المشاريع مهما كان السبب. افتحوا الأبواب سمو الأمير.. كيف تتعاملون مع المسؤولين المقصرين (إن وجدوا) في خدمة المواطن؟ قلت أكثر من مرة، إن جميع وقتنا مسخر لصالح المواطن، ونحن في خدمته وليس لنا فضل أو كرم في ذلك، ولنا في خادم الحرمين الشريفين قدوة حيث إنه ورغم مرضه ومشاغله إلا أنه يلتقي أبناء شعبه ويحضر في المناسبات كما شاهدنا في افتتاح المدينةالرياضية العملاقة. وأنا دائم التأكيد على جميع المسؤولين بضرورة أن تكون جميع الأبواب مفتوحة، وتخصيص وقت كاف لهم لمقابلة المواطنين وحل مشاكلهم وتذليل العقبات التي تواجههم، وأن يكون هناك وقت كاف لحسم العقبات التي تعترض سير معاملاتهم وأنا شخصيا لا أتردد عن استقبال أي مواطن في أي موقع وفي أي مكان، كما أنني حريص على التواصل مع المواطن بشكل مباشر أو عبر الهاتف ومن كانت لديه أي قضية فلا يتردد فمكتبي ومجلسي مفتوحان لكل شرائح المجتمع دون استثناء وهذا واجبنا، ومن ثبت أنه تعمد التقصير في حق المواطن فإن النظام واضح وكفيل بردعه ومحاسبته. ماذا تبقى من حلم أمير عسير لتحقيقه في عسير؟ رحلة البناء لا تتوقف، وكل منجز يتم بناؤه يكون لدينا شغف وحب لإنجاز مشروع آخر، الحمد لله عسير تكاد تكون المنطقة الأولى في حجم شبكات الطرق المنفذة، والمياه اكتملت، والحدائق وأماكن الترفيه هناك رؤية واضحة بعددها وأماكنها، وكذلك المستشفيات وغيرها من الخدمات، عسير فيها نمو سكاني كبير، وعليها إقبال من السياح وبالتالي علينا عبء تلبية كل هذا الطلب المتزايد للخدمات، وكل حلمي أن يسعد المواطن في عسير بمنطقته بعد أن يجد فيها كل ما يتمناه، مازال العمل يتواصل وفي عام 2020 وهو موعد اكتمال الرؤية ستكون عسير منطقة فاتنة تجري في شرايينها الحياة الجميلة. هل من كلمة توجهونها عبر «عكاظ»؟ كلمتي للسياح أقول لهم إن جميع ما عمل من جهد وعمل ليس لأحد فيه فضل، فنحن كما ذكرت موظفون نتقاضى أجرا وننفذ ما يوجه به قائدنا خادم الحرمين الشريفين، وهذه المشاريع هي لكم، ومن أجلكم، وأهل عسير في السهل والجبل يسعدون كثيرا باستقبالكم، فأهلا بكم ونتمنى أن نكون وفقنا في توفير ما تحتاجون إليه، ولا يفوتني أن أشكر صحيفة عكاظ والقائمين عليها على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن مشاريع المنطقة واستعدادها للصيف، ونرحب بجميع وسائل الإعلام لتزور عسير وتشاهد على الواقع ما جرى ويجري من أعمال.