توعد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، بالحزم في موضوع التعديات التي اعتبرها مؤثرة على التنمية، مشيرا إلى أنه وجه المحافظين بالتأكيد على أهمية المحافظة على الأراضي الحكومية، وزيادة فعالية لجان التعديات. وحدد سموه عبر حواره مع «عكاظ» عام 2020م، موعدا للرد على كل من يشكك في رؤيته التي أكد فيها أن عسير ستكون بعد ثمانية أعوام المصدر الأول للسياحة في المملكة، مبينا أن العمل حاليا يركز على جذب استثمارات ومنح تسهيلات في مختلف المجالات. وكشف سموه أنه لمس في السابق ضعفا في تقديم الخدمات وغياب التنسيق بين القطاعات الحكومية التي تمس حياة المواطنين، مشيرا إلى أن التقارير التي تصل عن نتائج الهيكلة التي بدأت في الإمارة والتحريك في القيادات تشير إلى أنها حققت نتائج طيبة لدى المستفيدين من الخدمات، مؤكدا على أن الهيكلة غايتها تحقيق تطلعات المواطنين وخدمتهم بالشكل الأمثل والارتقاء بمستوى الأداء، خاصة في ظل الدعم المقدم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده (حفظهما الله)، مبينا أنه لم يتقدم بمشروع للملك إلا ووجد إجابة مباشرة تؤكد على أنه إذا كان هذا يحتاجه المواطن ينفذ فورا.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: • أسألك بداية سمو الأمير عن فصل الصيف، أيام قليلة فقط ويسدل الستار على موسم سياحي، ما نصيب عسير من هذه الكعكة؟ • أولا دعني أوضح لك وللقارئ الكريم أن الاستعداد لفصل الصيف بدأ فور انتهاء الموسم السابق، وقد شكل فريق عمل يراجع أولا كل ما نفذ من خطط وبرامج ويمحصها ويتعرف بدقة على ما شابها من قصور، وناقشنا كل ما رصده فريق العمل هذا مع كل المسؤولين وقادة العمل الخدمي بشفافية متناهية. عسير بإنسانها الشامخ، وطبيعتها الفاتنة أصبحت بيئة مستقطبة للسياح، وقد امتلأت المنتزهات والفعاليات بحضور أطياف كثيرة من أبناء المجتمع، وقد كان موسما سياحيا مختلفا، ومن نهاية الموسم الحالي ستباشر فرق تفحص كل التقارير التي رصدت والتي وردت من الجهات الرقابية، وتستخلص منها النتائج التي تعزز من العمل السياحي في المنطقة. نجاح الموسم • هل تجزم أن الموسم السياحي كان ناجحا 100%؟ • أنا لا أقول ذلك، أريد منكم أن تجروا استطلاعا للرأي وأن تلتقوا السياح لتعرفوا حجم رضاهم، هل واجهتهم أي مشكلة، وهل صادفتهم معوقات، هل شكوا من انقطاعات المياه أو الكهرباء، هل عانوا من نظافة المنتزهات، هل وجدوا حدائق ومسطحات خضراء. بهذه الطريقة يمكن أن نجيب على سؤالك، أقولها بكل صدق لا عذر لنا، فقد حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، يحفظهما الله، على دعم المنطقة وإنسانها بكل ما تحتاج إليه ماديا ومعنويا وإذا لم نقدم الخدمة بالشكل المطلوب للمواطن والسائح فهذا قصور منا كأجهزة تنفيذية، أما الأموال فيها متوفرة والدعم غير محدود، وكما رددت دائما عسير بإنسانها أجمل، عسير قطعة جميلة في وطن جميل، يقوده ملك همام، ويساعده ولي عهد مقدام. جزء من الماضي • هل أفهم من هذه التأكيدات أن أزمات الصيف التي سجلت في السنوات الماضية أصبحت من الماضي؟ • ماذا تقصد بأزمات الصيف؟ • أقصد سمو الأمير انقطاعات المياه والكهرباء والتلبك المروري وقلة الوحدات السكنية الكافية؟ • أولا بفضل الدعم الكبير الذي حظيت به المنطقة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والمياه والطرق والتعليم والبنى التحتية، أصبحت هذه المعوقات جزءا من الماضي، فالمياه المحلاة تصل بفضل الله كل المنطقة، وهناك محطة تحليه الشقيق التي بدأت عملها تجريبيا بطاقة تزيد عن 300 ألف متر مكعب من المياه يوميا وسيتم ضخها إلى أبها الحضرية بمنطقة عسير، فيما سيتم إنتاج حوالي 900 ميقاوات من الكهرباء في المرحلة الأولى. وفي ما يتعلق بالتلبك المروري، فالواقع أن أبها وهي شامة عسير السياحية وقلبها، تشهد كثافة من السياح وإقبالا متزايدا كل عام، ولهذا حرصنا بالتنسيق مع أمين المنطقة وكذلك وزارة النقل أن تنجز كل المشاريع قبل موسم الصيف، وهذا ما تم في المجمل، وهناك مشاريع محورية لم نتمكن من إيقاف العمل فيها كالجسور التي يحتاج العمل فيها لأكثر من عامين إلى ثلاثة، وجميعها ولله الحمد تسير بوتيرة عالية وستنتهي كل مشاكل الاختناقات المرورية التي تسجل صيفا، كما ستجعل من أبها مدينة عصرية كما أراد ويريد لها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين. هدف 2020 • أعلنتم سمو الأمير أن عام 2020م، أي بعد ثمانية أعوام، ستكون عسير المصدر الأول للسياحة في المملكة، كيف ستبلغون هذا الهدف؟ • بالتخطيط، لدينا مشاريع تنفذ وخطط تتابع وفي النهاية سنبلغ الهدف، وأود أن أؤكد أن البعض يشكك في هذه الرؤية وأقول لهم: أحترم رأيكم ورؤيتكم وأقدر نقدكم، ولكن موعدنا عام 2020م، ستكون عسير بمدنها وقراها ومحافظاتها هي قبلة السياحة الوطنية، نعمل الآن على جذب استثمارات كبرى ومنحنا تسهيلات في مختلف المجالات وهيئة السياحة تتحرك معنا بشكل فاعل وقوي، والهدف ليس بعيد المنال فإن لم نبلغه قبل هذا التاريخ بفترة فلن نتجاوز هذا التاريخ مطلقا بإذن الله. توجيهات الملك • ولكن هل لمس المواطن نتائج إيجابية خلال السنوات الخمس الماضية؟ • في علم الإدارة، فإن خمسة أعوام في التنمية والبناء ليست مدة طويلة، لكننا قطفنا فيها من الثمار الشيء الكثير، وتحققت على أرض الواقع منجزات في مجالات عدة، لعل أبرزها في المجال الصحي، والتعليمي، والبلدي، وقبل كل هذا في تنمية الإنسان ليكون شريكا فاعلا وحصنا منيعا يحمي مكتسبات وخيرات المنطقة. ورغم كل ما تحقق على أرض الواقع، لكنني أصدقك القول إنني لم أحقق بعد كل تطلعات الأهالي، ومهما بذلت، وسهرت، وعملت، وكابدت لا فضل لي، نحن هنا لخدمة المواطن، نتقاضى أجرا وفي رقبتنا مسؤولية وأمانة، ولكن مسيرة البناء لم تتوقف ولن تتوقف، فما تحظى به عسير من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد من دعم في كافة المجالات لا حدود له، ولم أتقدم بمشروع إلا ووجدت الإجابة المباشرة من خادم الحرمين الشريفين، بأنه إذا كان هذا يحتاجه المواطن ينفذ فورا، فالملك عبدالله هو رائد التنمية الحديثة ورجل القرارات الفاعلة. مشاريع ب 20 مليارا • هل هناك تقديرات لحجم المبالغ المالية التي تنفقها الدولة على المشاريع القائمة؟ • بالتأكيد ميزانية هذا العام وحده حملت مشروعات بأكثر من 20 مليار ريال، تمثل مشروعات تنموية في قطاعات المياه، الكهرباء، الطرق والنقل، التعليم، الصحة، التجارة، الشؤون الاجتماعية، الشؤون الإسلامية، الثقافة والإعلام، رعاية الشباب، هيئة الهلال الأحمر، ناهيك عن مشاريع جامعة الملك خالد، التي حملت لوحدها ميزانية خاصة وضخمة، وسترى النور قريبا، إضافة إلى المدينة الطبية التي كانت حلما وأصبحت الآن واقعا يتم تشييده على أعلى المواصفات العالمية بميزانية مستقلة من أجل توفير رعاية صحية عالية المستوى لإنسان المنطقة. تجديد الدماء • شهدت بعض الإدارات الحكومية وقبلها إمارة المنطقة هيكلة إدارية ما الهدف من ذلك؟ • أولا بدأنا بهيكلة الإمارة لأنها يفترض أن تكون في الأولوية في الأداء والقيادة، وحرصنا على استقطاب دماء جديدة قادرة على العطاء والتجديد والابتكار، هذه الهيكلة غايتها تحقيق تطلعات المواطنين وخدمتهم بالشكل الأمثل والارتقاء بمستوى الأداء بما يضمن تقديم خدمات بجودة عالية وبمستوى يليق بالوطن والمواطن، وهذا ما كان ليحدث لو لم يتم استقطاب عناصر مهنية احترافية. أما بالنسبة للإدارات الحكومية فلا يختلف الوضع عن إمارة المنطقة، والتقارير التي تصل الآن عن نتائج هذه الهيكلة والتحريك في القيادات حققت نتائج طيبة لدى المواطنين والمستفيدين من الخدمات، إذ لمسنا في السابق ضعفا في تقديم الخدمات وغياب التنسيق بين القطاعات الحكومية التي تمس حياة المواطنين. التعامل بحزم • تعاني المنطقة من التعديات على الأراضي البيضاء، الأمر الذي أعاق الكثير من مشاريع التنمية، هل من حلول سمو الأمير للتصدي لهذه المشكلة؟ • الواقع أن التعدي على الأراضي البيضاء ليس بالشكل الذي تحدثت عنه، صحيح هناك بعض الحالات وقد التقيت المحافظين وأكدت عليهم بأهمية المحافظة على الأراضي الحكومية وزيادة فاعلية لجان التعديات على الأراضي، وهو ما يتم العمل عليه الآن، إضافة إلى أنه لا يستثنى إلا الحالات الاستثنائية التي تنطبق عليها الشروط بعد أن يتم الرفع بها لي، وسوف أتعامل مع هذا الموضوع بحزم لما له من تأثير على التنمية. رجل الأمن الأول • لعسير حدود تمتد مع اليمن الذي شهد اضطرابات وعدم استقرار سياسي، هل حدود المملكة آمنة، وهل أثر تسلل بعض اليمنيين على معدل الحوادث الأمنية؟ • الواقع أن الحوادث الأمنية شهدت انخفاضا واضحا خلال السنوات الماضية، وبالأرقام سجل معدل الجريمة انخفاضا واضحا وملموسا خلال السنوات الأربع الماضية، وجهود رجال الأمن واضحة ويؤدون أدوارا قيمة، المؤكد أن دور المواطن من أبناء المنطقة أصبح ولله الحمد في قمته، فالمواطن هو رجل الأمن الأول، وأدى هذا الجهد من رجال الأمن والمواطنين إلى انخفاض معدلات الجريمة بشكل واضح وملموس. وبالأرقام سجل معدل الجريمة انخفاضا خلال السنوات الأربع الماضية، حيث سجلت 6996 قضية جنائية للفترة من 1/5/1428ه حتى 29/10/1431ه مقارنة ب7746 قضية جنائية خلال الفترة من 1/10/1424ه حتى 29/4/1428ه بانخفاض 750 قضية جنائية بنسبة 9.68 في المائة، وتركز الانخفاض في جرائم الاعتداء على المال بانخفاض 1603 قضايا جنائية بنسبة 40 في المائة. أما مسألة الحدود مع اليمن فهي مراقبة، ورجال حرس الحدود وقادتهم في وزارة الداخلية على درجة عالية من الوعي والإدراك، ولهذا فإن التسلل في انخفاض مستمر وإلى زواله بإذن الله، وذلك بفضل الرقابة الدائمة والتقنيات المتطورة رغم الحدود الشاسعة. ومن هذا المنبر أهيب بكل المواطنين التعاون مع رجال الأمن لدحر كل من يريد السوء بهذه الدولة المباركة ليس لشيء إلا لأنها تحكم بكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وتتميز بتكاتف مسؤولها مع مواطنها، إضافة إلى ما تتمتع به هذه البلاد الطاهرة من أمن وأمان بفضل الله ثم بتكاتف كل فرد من أفراد هذه الدولة المباركة التي قامت على يد مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورجاله المخلصين وصولا إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين. طرق جديدة • يعاني بعض السكان من صعوبة الوصول نظرا للجبال الشاهقة التي تلتف حول المنطقة كالسوار على معصم اليد، هل من مشاريع طرق مقبلة؟ • صدرت توجيهات لأمانة المنطقة وإدارة الطرق والنقل لإعداد دراسة طرق لربط أبها بالساحل مباشرة بطريق سياحي، وآخر مزدوج يربط نجرانوعسير وجازان وهذه الدراسة يجري العمل عليها، كما أن هناك دراسة في مراحلها النهائية تربط عسير مباشرة بجازان كبديل لعقبة ضلع وبالنسبة لعقبة شعار فالجزء السفلي منها وحتى محافظة محايل تحت الترسية ليكون طريقا مزدوجا. المشروعات المتعثرة • يرى بعض الزوار في المنطقة مشاريع كبرى يجري تنفيذها، ويتحدث بعض السكان في المنطقة عن مشاريع لم تنجز منذ سنوات، أين الحقيقة؟ • طبيعي جدا أن يشاهد أي زائر المشاريع الجاري تنفيذها، وهذا لا يعني أنها متعثرة فجميعها تسير وفق البرنامج الزمني المحدد، فمنطقة تشهد ميزانية ضخمة ستكون أشبه بخلية نحل وورش عمل لا تتوقف ليل نهار وهذه نعمة كبيرة تستوجب الشكر. أما مراقبة المشروعات لضمان عدم تعثرها فنراقب في إمارة المنطقة بشكل لحظي ويومي برامج سير المشروعات ونتلقى تقارير يومية دقيقة، وأعتقد أنه من الطبيعي أن تجد مشروعا أو مشروعين تمر بمراحل تنفيذ صعبة أو معوقات تحد من سرعة التنفيذ وهذا ليس عيبا، نحن نجاهد من أجل أن لا يستمر تعثر أي مشروع، ومن مصلحة المواطن أن تنجز المشروعات في موعدها المحدد.