هيلة المحيسن (طالبة متوسطة) في السادسة عشرة من العمر، هي واحدة من أسرة مكونة من خمس بنات وولد، ترسم وتشكل برجلها مستخدمة الفرشاة والألوان وقلم الرصاص والممحاة، وفوق ذلك هي ممتازة في دراستها. خرجت هيلة إلى الدنيا دون ذراعين، لكنها لم تستسلم لليأس والعجز وقررت أن تقاوم العجز في يديها بإرادة التحدي كي تصبح رسامة وتشكيلية برجلها. على الورق بالأرجل هي الوحيدة بين إخوتها التي ولدت معاقة، وتحدت الإعاقة بالإرادة، وألقت أوهام العجز خلفها ومضت إلى الأمام بمثابرة وقوة تقول هيلة ل(عكاظ الأسبوعية) أثناء وجودها في ملتقى «رغم الإعاقة نبدع»، والذي نظمة مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز حيث تمارس هوايتها الفنية: «منذ طفولتي وأنا بلا يدين، وقررت أن أعوض النقص برجلي الاثنتين، وكانت محاولتي الأولى في الرسم حينما كان عمري خمس سنوات، وحققت الحلم وكنت محط اهتمام عائلتي، إذ لاحظوا منذ البداية موهبتي وتميزي فدعموني». تضيف الفنانة التشكيلية هيلة أن بدايتها كانت بالرسم على الورق ومعظمها رسومات كئيبة، لكن مع مرور الوقت تغير ذلك بعد أن تدربت في مرسم خاص لتطوير مهاراتها. لا أطلب العون عن نتاجها الفني الإبداعي وطريقة تعاملها مع الأدوات الفنية والمواضيع التي ترسمها، قالت هيلة إنها تعمل كل شيء برجليها وأصابعها، حتى في المنزل تستخدمها بشكل طبيعي في أعمال البيت، وقالت إنها تتناول طعامها وشرابها برجليها دون مساعدة من أحد، وتضيف «أعد الأكلات الشهية مثل المعكرونة بالبشامل وأنواع الكبسات والحلويات، وأقوم بغسل الأواني في المطبخ برجل واحدة والأخرى أقف عليها، وأرفض أن يساعدني أحد من عائلتي». ترسم بقلم الرصاص وتستخدم الألوان المائية، كما تعمل على الرسم الزيتي، وتمزج الألوان بأصابع رجليها وترسم اللوحة وكأنها تعمل بأصابع عادية، «لا أشعر أبدا أنني بلا يدين أو أني معاقة حتى أنني أمارس فن الرسم على الزجاج ولوحات البلاستيك، ولدي الكثير من اللوحات الفنية التشكيلية ومعظم مواضيعها عن العيون الحزينة التي أعشقها، وعندما أرسم الطبيعة أو الرسم الصامت استغرق يومين كي أنجزه، في حين أن رسم الشخصيات يستهلك مني خمسة أيام، رسما وتلوينا». وتقول هيلة إن رصيدها حتى الآن حوالي 4 أعمال فنية في الرسم على لوحات كبيرة الحجم، وحوالي 30 عملا على الورق. وعن المحطات المهمة في مسيرتها الإبداعية وتحديها الإعاقة، قالت: شاركت في معرض بمدينة الرياض، وعرضت جميع رسوماتي، ومنها رسوم لشخصيات معروفة ونالت رسوماتي إعجابهم وتقديرهم.