البرنامج الذي اقتحم المنازل أصبح حديث المجالس، وأشغل بال الشباب، ويستحق ذلك، حيث ارتبط بمكافحة البطالة وإعانة الشبان على التوظيف عبر نسختين أولى وثانية وزادت أرصدة الشباب والشابات من خانة الصفر إلى حساب الآلاف. صحيح أن للمكافأة مردودا كبيرا، إلا أن السؤال الأهم: ثم ماذا بعد الإعانة؟ وكيف ينظر الشباب من الجنسين للبرنامج. «عكاظ الأسبوعية» فتحت ملف حافز بنسختيه، للتعرف على آراء الشباب عن فائدته وأهميته، وعلى سلبياته وإيجابياته. رفض مبرر من الفتيات منيرة الحربي تستفيد شهريا من حافز لكنها تتخوف من انقطاعه مستقبلا، فالبرنامج يؤمن لها ولزميلاتها وظيفة في الفترة المحددة وتبقى العقبة الكبرى لو كانت الوظيفة غير مناسبة مثلما حدث مع كثير من زميلاتها. وفي المقابل يقول وليد الأحمدي (موظف استقبال في أحد فنادق المدينةالمنورة): «حافز أسهم في إيجاد فرص عمل لكثير من الشباب، والصعوبة أن بعض الوظائف تأتي غير مناسبة، لكن الأهم أن البرنامج يحقق طموحات 30 في المائة من المتقدمين». في المقابل لم تستفد تهاني الرحيلي من حافز بغير الإعانة الشهرية التي تلبي بعضا من احتياجاتها، ففي رأيها أن حافز لا يختلف كثيرا عن الضمان الاجتماعي، وانتقدت بعض الضوابط الصعبة، مثل التحديث الأسبوعي للمعلومات، فضلا عن أن الدورات المعروضة للشباب مرهقة، مشيرة الى أن هناك أسبابا واقعية تمنع الفتيات من قبول بعض الوظائف المعروضة. وظيفة في المطار الدولي عبدالعزيز النحياني يتساءل عن جدوى الضوابط والأسس التي يتم من خلالها تحديد الوظائف، خصوصا أن بعض الوظائف المعروضة تثير الدهشة والاستغراب، لأنها لا تتوافق مع المؤهلات. ويروي حمد خاتم تجربته ويقول: «سجلت في برنامج (حافز 1) في بداية انطلاقته، والإعانة الشهرية كانت خير دافع لي للبحث عن العمل، وحرصت على أن لا ينتهي العام إلا وقد استفدت من البرنامج في الحصول على وظيفة وهذا ما تم بالفعل، فأنا الآن موظف مبيعات في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي. ثم ماذا بعد؟ أحلام عبدالله تقول إنها لا تعلم مصيرها بعد انقطاع الإعانة، حيث فشل (حافز) في إيجاد الوظيفة المناسبة لمؤهلها (بكالوريوس علوم) والوظائف التي عرضها البرنامج تناسب فقط الفتيات الحاصلات على الشهادة الثانوية. ويقترح سلمان العروي استحداث تنظيم تشارك فيه الجهات الحكومية مع وزارة العمل في إيجاد وظائف حكومية مناسبة للمستفيدين، مع إيجاد طرائق مدروسة للقضاء على البطالة. أما مريم الحازمي فقالت: «أتيحت لي فرصة عمل كمشرفة أمن، وهي وظيفة لا تمت بأي صلة للتخصص الذي حصلت عليه»، وأضافت «الهدف من البرنامج مساعدة الباحثين عن عمل، إلى جانب تقديم البرامج التدريبية والتأهيلية التي من شأنها رفع قدرة الشباب والفتيات». ضد الشروط التعجيزية وداد الأحمدي ترى أن الوظائف الموجودة لا تستهدف جميع التخصصات ولا يوجد فرق في الرواتب بين الحاصلات على المؤهل الثانوي والحاصلات على البكالوريوس، وهو أمر يجب دراسته وإعادة النظر فيه. ويتساءل محمد المطيري «ماذا قدم حافز للباحثين عن عمل؟، وماذا قدم من برامج التدريب الإلكتروني، للأسف لم يقدم أي شيء يذكر حتى اللحظة، وكل ما يلاحظ هو العمل على تخفيض الإعانة الشهرية أكثر من العمل على تحقيق الفائدة». في المقابل يذكر عميد التعليم عن بعد في جامعة طيبة الدكتور فهد الوهبي أن برنامج حافز حقق الكثير من النجاحات، حيث إنه ساعد الشباب والفتيات في تدبير أمور حياتهم المعيشية، فهو معونة تقضي على العوز الذي يجتاح الشباب من الجنسين من الباحثين عن العمل بين أروقة الوزارات، أو بين دهاليز الشركات الخاصة التي تضع أمامهم العراقيل والصعوبات والمطالب التعجيزية. وذكر الوهبي: «حافز مثله مثل الكثير من البرامج التي قد تعترضها بعض السلبيات والعقبات، ولكنه لا يزال في بداياته وأتوقع له النجاح الكبير في قادم الأعوام». الشابات والفتيات أغلبية إلى ذلك أعلن صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، أن برنامج حافز كشف خلال العامين السابقين معلومات دقيقة عن العاطلين عن العمل وأنواعهم ومناطق سكنهم وأسباب البطالة، حيث ذكر التقرير السنوي أن إجمالي عدد المستفيدين الذين انطبقت عليهم شروط الاستحقاق قد بلغ منذ إطلاق (حافز) في محرم 1433ه نحو 1.9 مليون مواطن ومواطنة، منهم 80% تقريبا من النساء، في حين بلغت نسبة المستفيدين في المدن الرئيسية نحو 75%، فيما تخطى من يحمل الشهادة الجامعية منهم 20%. وأضاف التقرير أن الذين استفادوا من برامج التدريب والتأهيل التي ينفذها (هدف) للمسجلين في (حافز) بلغوا أكثر من 1.5 مليون متدرب، بعد استبعاد غير الجادين في البحث عن عمل وعددهم نحو 137 ألف شخص، فيما بلغ عدد من تم توظيفهم في القطاع العام من المسجلين في (حافز) نحو 22 ألف مسجل، في حين استفاد القطاع الخاص من قواعد بيانات المسجلين في (حافز)، حيث تم توظيف نحو 200 ألف مسجل. للجادين والجادات فقط وأضاف التقرير أن مؤشرات التوظيف أظهرت أن 51% ممن تم توظيفهم من حافز في القطاع الخاص قبلوا العرض الوظيفي في الشهر الأخير من البرنامج، وهذا ما دفع الصندوق لصياغة عدد من الإجراءات التي ستكفل تحفيز المستفيدين على سرعة الالتحاق بالفرص الوظيفية وعدم الانتظار حتى آخر لحظة. وتوقع التقرير زيادة أعداد المستفيدين من برنامج حافز (صعوبة الحصول على عمل) وبالأخص الإناث، حيث من الممكن أن تتجاوز نسبة المستفيدات من هذا البرنامج ال 85% مقارنة بنسبة المستفيدات من برنامج حافز (البحث عن عمل). وأوضح التقرير، أن برنامج «حافز صعوبة الحصول على عمل» يتمحور حول دعم الجادين في البحث عن عمل في مسيرة بحثهم من خلال برامج التأهيل والتدريب، ومن خلال المساندة في الحصول على وظيفة عبر قنوات طاقات المختلفة، وتوفير مخصص مالي أثناء فترة البحث عن العمل لمساعدتهم في عملية البحث.