يستفيق سكان حي بني مالك يوميا على ضجيج الورش المزمنة والتي تعد من الهواجس التي يعاني منها سكان هذا الحي الشعبي، والذي يشهد منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء حركة دائبة من قبل العاملين في الورش وأصحاب السيارات، فضلا عن مقبرة للسيارات بجوار منطقة الورش. وأجمع أهالي الحي على أن مقبرة السيارات تعرقل حركة السير كما أنها أصبحت مأوى للفئران والقطط وأن الضرورة تقتضي نقل الورش من موقعها إلى خارج النطاق العمراني. وقال كل من محمد المالكي وجاسر علي وإبراهيم المنتشري إنهم فتحوا أعينهم على الورش في حي بني مالك وأن الورش تعد بمثابة صداع مزمن في رأس الحي. وأضافوا أنهم سمعوا كثيرا أنه سيتم ترحيل الورش إلى مواقع أخرى بعيدة عن الأحياء السكنية ولكن وفقا لوصفهم فإن هذا الحلم طال وأنهم في انتظار تحقيقه. وفي السياق نفسه، أوضح ساعد البقمي ومحمد الرشيدي أن حي بني مالك يعد من الأحياء الاستراتيجية في مدينة جدة لقربه من الأسواق والمراكز التجارية الكبرى ولكن ما يعيبه الورش التي تكتم على أنفاسه فضلا عن محال بيع قطع الغيار. وأضافوا أن الورش تشكل عامل تلوث للبيئة في الحي وأن الكثيرين من سكان الحي ارتحلوا إلى أحياء شمال جدة وقاموا بتأجير منازلهم للوافدين. وقال محمد باسعيد إن شوارع الحي لا تعاني من ضجيج الورش فحسب بل إن هناك أعدادا كبيرة من العمالة المتخلفة في الحي خاصة من الجنسيات الأفريقية موضحا أن الجهات المختصة تعمل بصورة حثيثة لإلقاء القبض على المخالفين في الحي ولكن الكثيرين منهم يهربون في الأزقة الضيقة. من جانبه، دعا كل من حسن مساعد وعبدالله القرني بضرورة وضع حد للضجيج في الحي ونقل الورش ومحال بيع قطع غيار السيارات إلى مواقع أخرى. وفي نفس السياق، أوضح بشير عبدالرحيم أن شهر رمضان الفضيل على الأبواب وأن ضجيج الورش يشكل إزعاجا يوميا لأهالي الحي، وأن الضرورة تقتضي نقلها من موقعها إلى أماكن أخرى. وأضاف أن الورش في بني مالك أصبحت بمثابة صداع مزمن في رؤوس سكان الحي وأن الضرورة تقتضي تطوير الحي ونقل الورش ومحال بيع قطع الغيار وإكسسوارات السيارات إلى مواقع بعيدة عن العمران. من جهته، أوضح مصدر في أمانة محافظة جدة أن العمل على مشروع مدينة الورش شمال جدة وتحديدا في عسفان جار تنفيذه على قدم وساق، مبينا أن شركة جدة للتنمية والتطوير وهي الذراع الاستثماري لأمانة قد بدأت المرحلة الأولى من عملية تنفيذ المواقع بعد أن تم توقيع الاتفاقية الخاصة بهذا الشأن، متوقعا أن يحل هذا المشروع كافة الإشكاليات المتعلقة بتواجد جميع الورش وسط المدينة، بحيث ينتقل الجميع بعد اكتمال المشروع بشكل نهائي.