نجاح الضربات الاستباقية منذ سنوات، ومحاصرة جماعات الزيغ والفساد والإفساد المتطرفة التي تعتنق الفكر الديني المتشدد والضال والضيق والإقصائي، والمعجون بالقتل والانتحار والأعمال البربرية لخدمة أجندات سياسية، والتي تسعى إلى خراب البلاد والعباد والوقوف على الأطلال ورائحة الموت، قد أوقف شرها وخرابها، وبالتالي عدم تحقيق أية إنجازات دعائية، ولله الحمد! فتلك الخلايا التي تعيش خارج الزمان والمكان، والتي لا تعرف فقه الواقع والتحديات الوطنية والإقليمية والدينية، والتي تكاثرت وتناسلت الآن هنا وهناك مع الأسف في هامش أوطان الفقر والفوضى والاحتلال و(الربيع العربي) والتجاذب على كعكة السلطة والحكم والتجاذبات المذهبية التي خدمت وتخدم أجندات خارجية بعلمها أو بدونه، تعيش مرحلة قلقة وحرجة الآن بعد الضربات الاستباقية وحظر وتجفيف منابع تمويل الحاضنة الأم الكبيرة: جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جماعة إرهابية، وهي الجماعة السرية المنظمة جدا والمتجذرة في طول وعرض البلاد العربية والإسلامية، بما تجمعه من أموال وما تقدمه من خدمات اجتماعية تسيطر بها على الطبقات الفقيرة، والتي بان حجم خطرها وخطر الخلايا المتعاطفة معها بشكل واضح بعد عام من حكم مصر ومحاولات (أخونة) مؤسسات الدولة المدنية وما تلاه من عزل وأعمال عنف وقتل. الشاهد أن نجاح الحل الأمني الاستباقي مهم جدا، عندما يحمي البلاد والعباد من كل شر، ولكن الحل الأمني وحده لا يكفي، في اجتثاث حاضنات الإرهاب والفكر المتطرف والمتعاطفين معه، فلا بد من تعرية هذا الفكر الضيق بالحوارات والورش وبالدراما والثقافة والأغنية.. فكثير من الشباب ارتمى في حضن تلك الجماعات؛ لأنه لم يجد المكان الثقافي والفني الحر الذي يستوعب مواهبه ورغباته وأحلامه، فوجدها هناك في الاستراحات والأناشيد والكاسيت الإسلامي والمحرضين على (الجهاد) في الأراضي البعيدة.